
مقدمة:
لما تكون عركه في شارعكم..تشوفها من بعيد تفهم ايه اللي بيحصل..لو قربت او اشتركت في المعركة لايمكن تفهم حاجه ولاتعرف مين الغالب اومين المغلوب لان بالتأكيد ح تيجي لك طوبة تفقدك الوعي ؟
الصراع بين القوي السياسية الموجودة في الشارع المصري :
كل كتلة سياسية لدينا تمسك في رقبة اختها..الدم سايل من الجميع انف واذن وحنجرة وايدين ورجلين..حالة زفت وقطران ..المحصلة صفر مربع..لااحد يريد ان يتوقف ويراجع خطواته وموقفه علي الارض..الكل ملايكة ترفرف بجناحين..معصومين كالاتي :
اولا كتلة الاسلام السياسي..اصحاب شعار الاسلام هو الحل..
1_ لم يقولوا لنا اي حل..تقاتل الصحابة المبشرون بالجنة بالسيوف بمجرد انتقال الحبيب المصطفي للرفيق الاعلي..هل المطلوب حل سيدنا عثمان ذو النورين ام سيدنا الامام علي كرم الله وجهه ام سيدنا ابو ذر الغفاري..وجهات نظر مختلفة ؟؟!!!
2_ التمسك بالفروع دون الاصول: اتذكر حوارا دار بيني وبين زميل عضو مجلس شعب اخواني _عندما كنت نائبا_ حول قضية الحجاب والنقاب قلت : هل زرت مساكن اسر العمال بشبرا الخيمة.. ثلاثة اسر علي الاقل تتشارك في مسكن واحد ودورة مياه واحدة مشتركة..قبل ان تحدثهم عن الحجاب والنقاب لماذا لاتطالب بحياة كريمة لهؤلاء التعساء ؟؟!!
3_ التحالف الخفي بينهم وبين الاخوة السلفيين يزيد دعواهم قتامة لدي الاخرين..اضافة لارتباطاتهم بالخارج باعتبارهم كما يقولون دعوة عالمية يزيد دعواهم غموضا وريبة !!
4_ اسلوب السمع والطاعة داخل التنظيم يتعارض مع ابسط قواعد الديمقراطية..يجعلهم في خندق واحد مع الانظمة العسكرية التي يعارضونها !!
5_ النبرة الاستعلائية في نظرتهم للاخرين باعتبارهم الفئة الناجية من النار فهل اذا اخطأوا هل سنحتسب هذا خطأ من سبحانه وتعالي..استغفر الله العظيم ؟!
6_ الانظمة العلمانية تجعل رجل الدين في مرتبة افضل وأكثر حرية من الانظمة التي تتستر بالدين والتي تجعل من رجل الدين مطية لكرسي الحاكم..
(راجع موقف رجال الدين السعوديين بعد وصول ابن سلمان للحكم!!)
ثانيا الاخوان الناصريين :
باعتبار ناصر ربهم المعبود..ماذا تبقي لهم ولنا من تجربته وذكراه _ سوي المعتقلات والسجون وتكميم الافواه _ لكي نشاركهم التسبيح بحمده !!
اتذكر نهاية ستينات القرن الماضي مجموعة من الزملاء المراهقين..رحلة من الصعيد الي القاهرة..اثناء رحلة القطار نتناوب قراءة مقال باحدي الدوريات الثقافية عن الرخاء الذي تمتع به المصريين اثناء حكم الدولة الطولونية..قصر ابنه الامير خماروية جعل فيه بحيرة من الزئبق..
اقترح احد الزملاء ان نذهب لموقع الطلائع عاصمة ابن طولون لنري بقايا قصره الجميل وبحيرة الزئبق..بالفعل ذهبنا نتفقد اثاره لنري منطقة عشوائية طافحة بالمجاري !!
انتهت الحقبة الناصرية بحلوها ومرها..عبدالناصر بشر يخطئ ويصيب فلا تقدسوه !!
ثالثا الاخوة اليساريين والعلمانيين:
1_مشكلة بعضهم الاغتراب عن الواقع المحلي..يحفظون تاريخ جيفارا وهوشي منه اكثر من معرفتهم بعم محمد بياع الليمون باول ناصية شارعهم..
2_التجرأ علي ثوابت الدين يجعلهم في حالة عداء مع بسطاء الناس.
( مؤسسي دولة اسرائيل العنصرية الدينية معظمهم ملحدين لكن استوعبوا مجتمعاتهم من اقصي اليمين الي اقصي اليسار!!)
رابعا الاخوة المسيحيين:
تجربة حزب الوفد قبل عام 1952..تحالف القوي المستنيرة بصفة عامة والقوي المسيحية اضيف اليهم اليهود المصريين اوجدت لنا حزبا شعبيا لا يقاوم..
بعد 52 :
المسيحيين انسحبوا داخل جدران الكنيسة يتقدمهم ممثلين رضي الامن عنهم ورضوا عنه تحت شعار :نعم تجلب النعم.. ليختفي دورهم في الحياة العامة مكتفين بدورهم كرديف للاخوة السلفيين _اعضاء حزب النور _ باعتبارهم اخوة اعداء وابناء بررة للاجهزة الامنية تنور لهم وتطفئ حسب مجريات الحالة!!
المطلوب عودة تجربة حزب الوفد قديما.
الموضوع طويل ومتشعب ولنا عودة اخري ان شاء الله..