كتاب وشعراء

سأموت صامتاً.. شعر: محمد زينو شومان

سأموت صامتاً

لن أنتظر طويلاً هنا انتظار أسلافي
أهل الكهف
جيوبي ترمي شرراً كشرر البراكين
وأنفاس الجائعين الحارقة في غزة
ليس لدي ما يقيني شر الشياطين
وضرائب الدولة
أمشي حاملاً رأسي بيدي خوفاً
من تكرار انفجار المرفأ،
أو من سراق الآثار

أشكو ضآلة حجمي وشح بصري
وبئري الأرتوازية
لا شِرْب لي كشِرْب ناقة صالح
سأمط رقبتي كرقبة الجمل
لأرى ما خلف سور الأعراف
أليس لي من قبر يحتويني هنا؟
كم هو مقيت الفرج!
لماذا يتأخر دوماً عن الشدة
ولا يسبقها أبداً؟!

سأشق سلسلة من جبال خيباتي فِرْقين
وأخرج
إبريق صبري يغلي على نار حامية
لن أحمل سلم عقيدتي وغضبي بالعرض
أصدم به خصمي وحليفي
من عابري السبيل
وأفقأ عيناً من هنا.. وأجدع أنفاً من هناك
ألا برد الله جوانحي
فليس صدري لإيجار الأحقاد والكراهية والبغضاء

لتضع الإشاعات والضغائن أوزارها
وددت لو أنقع لسان حماقتي
في القطب الشمالي المتجمد
لتهمد حمياه على مهل!
ليس همي تخصيب اليورانيوم
ولا تخصيب الشحناء ومواجدي
إلى أين يحملني جشعي على كتفيه
ليلاً نهاراً؟

في أي صقع من أصقاع الوحشة
سألقي رحالي؟
أيفتح لي الشعر ذراعيه؟
أيستقبلني حارس الرشد استقبال التائهين
الأرض تنأى عني كلما دنوت خطوة منها
هل أسافر بالطائرة إلى عاصمة شجني؟!
ألم تعد الذاكرة أداة وصال واتصال؟
من صلم أذن الوقت إيغالاً في التعمية؟!
لقد قطعت قارات الشوق بالقطار
لكم تحملت الظمأ ولم أنحر بعير حنيني
سأواري سوءتي هنا في التراب
وأموت صامتاً…

لبنان _ زفتا في 2025/8/9
محمد زينو شومان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى