كتاب وشعراء

حين يُصغي القلب لسكون الليل.. مقال بقلم/ أميرة الخضراوي

مقال: حين يُصغي القلب لسكون الليل

بقلم/ أميرة الخضراوي

في أعمق لحظات الليل، حين تنام المخلوقات ويخفت ضجيج العالم، تفتح السماء بابًا خفيًا بين الروح والوجود. هناك، حيث يسكن الصمت على هيئة نسيم بارد، تبدأ النفس في الانكشاف… بلا أقنعة، بلا جلبة، بلا تمويه.

تتسع المسافة بين نبضة وأخرى، وكأن القلب يخشى أن يقطع هذا الحوار الصامت بين الإنسان وربه. في تلك اللحظات، يصبح الظلام رداءً من الطمأنينة، يحتضن الخائف، ويواسي التائه، ويبوح إلى العارفين بأن وراء كل حزن حكمة، ووراء كل غياب حضورًا أعمق.

السكون ليس غياب الحركة، بل هو امتلاء بحضور لا يُرى… كأن الوجود كله يتنفس معك في لحظة واحدة. تسمع حفيف الأفكار وهي تهبط على روحك كندى الفجر، وتستشعر أن الحياة ليست سلسلة من الأيام فقط، بل نهرٌ من المعاني يتدفق في قلبك إذا أحسنت الإصغاء.

هناك، في منتصف الليل، يدرك الإنسان أنه لم يُخلق ليكون وحيدًا، بل ليكون شاهدًا على عظمة الصانع في كل ذرة من هذا الكون. فيبتسم بلا سبب، ويغفو على يقين أن الغد، مهما كان، سيحمل سرًّا آخر من أسرار الوجود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى