كتاب وشعراء

مظلة القيود….بقلم مها السحمراني

تقدّم كأنّ الضلعَ المائل يستقيم به
يمشي وتتعثر بين خطوتيه
الأزمان وتلتوي المفاهيم خلفه
لا يعرف المطر
هو من أشار للغيم فبلّل الجهات
ورسم ملامح المدى من ظنونه
في الظل
كائن من غيوم مبتلّة
تنسدل الأزمنة من شعره
كأنها تتطهّر من صمتها
فقالوا أنثى
وصاروا يخطّون تعريف الوجود على فمها
قال اتكئي فالريح مشاكسة
وكان الرد
أنا الريح
أنا الهبوب الذي يروّض الخرائط على رغبتي
أمسك المظلة كمن يُمسك العرش
كأن الزخات لا تنزل إلا بإذنه
وغاب عنه أن الماء ينهض من وجعي
وأن الأرض لا تخضر
إلا إن غسلتها أنثى بنبضها
هو لا يرى
يرى بعين ذاكرة
نُقشت على رُكب الحكايات
وعلى فصول أُهملت من كتاب البدء
أيها العابرون بين المجاز
الظل ليس وطنا
والميل في الفكر
إن لم تستعدله أنثى
أغرق النُبل في وحل البدايات
لا أبحث عن توازن يعلّقني
ولا عن ظل يكوّنني
أنا الكينونة
حين أمشي
تنهض الكلمات من رقادها
وتهجّي المعاني اسمي دون صوت
أعد المظلة للريح
فالمطر يعرفني
وأنا من تُنبت الضوءَ
إن بكت الجهات
أو نادت النار في رحم الرماد
المظلة كانت قيدي
والقيود تسقط
وما إن تُكتب بي القصائد
حتى تنهض الكلمات من رمادها
فأنا المطر لا تمنّ عليّ بالسحاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى