وجع الحياة/للشاعر السوري(أبو أيهم النابلسي)

# أبو أيهم النابلسي/سورية

وجـع الحيـاة
“” “” “” “” “”
كان منفيّـاً على شكل مهـاجر
نسي العنوان فاختار المقابر
مثلنا يمشي على أقـدامـه دون حذاء
سرقوا من نور عينيه الضياء
حاولوا أن يخنقوا حتى الهواء
فمضى يبحث عن وجـهٍ جـديـد
غيـر محفور على قيـد المعابـر
ودّعيـه يا جراحي
يا جراح العشب والنبض الغريق
وانثري الضوضاء في صمت الغياب
وانفخي في بوق هذا الكون
يا هذا الغريب
لا تهـاجـر ..

هل عرفت اليوم معنـى
كيف تنساك الحياة
ثـم ينساك الممـات
كيف للجرح ارتعاشات على حدّ السؤال
كيف الصمت صراخ وهتاف ومقـال
مـا تعثّـرتُ بظلـي يـا أنـا
فوجوه القوم حولي
مثـل صبّـار المقابر
حين مـدّ الليل رجليه بيومي
ومحا من دفتري كل المشاعر
حين صار العيش في برميل نفطٍ
وغدا الدرب مساميرا على شكل حجاره
أيهـا المـاء عَطِشْنـا
نحن من طين الإلـه
مسرح للتيـه من دون ستار ..
لا تهـاجـر ..

مـا تعثّـرتُ بظلـي
حين أصبحت كما الأحلام طائر
فإذا ارضى بلا أرضٍ
بلا خبزٍ بلا حلمٍ ضئيل
ضعتُ في نفس المكان
صرتُ مثل العمر عـابـر
ليس ذنبي
حين صار الحزنِ تابوتاً بصدري
ومشى القهر بقلبي كالمغامر
لا تهـاجر …