حينَ خفتُ من نفسي …..بقلم رشآ هشآم

منذ لحظات ..
انفتحَ في داخلي بابٌ قديمٌ كنتُ أظنُّه مغلقًا بإحكام
فاندفعت دموعي كأنَّ السنين كلّها وجدتْ الآن منفذًا للهروب
بكيتُ بحرقةٍ تشبه انكسارَ كأسٍ على أرضٍ فارغة
ذلك الانكسار الذي يظلُّ صوته يتردّد في رأسك إلى الأبد
ظننتُ أنّني تجاوزتُه
أنني عبرتُ ممرَّه المظلم دون أن ألتفت
لكنّ الخطوات خانتني، وأعادتني إليه !!
ومع ذلك ..
مسحتُ دموعي بيدٍ باردة
وأعدتُ ترتيب ملامحي كمن يعيد قناعه إلى وجهه قبل انتهاء الحفل !
هناك شيء غريب ينمو في داخلي
شيء يُعلّمني كيف أقطع الحبل الذي يربط الماضي بالحاضر دون أن أرتعش
كيف أدفن وجعي في طبقاتٍ عميقة من الصمت
وأجلس فوق قبره كما تجلس الملكة على عرشها دون أن تنحني لأحد
لأوّل مرة، خِفتُ من نفسي !!
من هذه القدرة على إغلاق الأبواب بإحكامٍ حتى لا يتسرّب الضوء
ومن قلبي الذي صار يَحتفظ بالحريق في صندوقٍ ذهبيٍّ
لا يشتعل
ولا ينطفئ
فقط
يبقى دائم التَّوهّج !