كتاب وشعراء

طفولة تُرهقها الحجارة…..بقلم سعيد إبراهيم زعلوك

طفولة تُرهقها الحجارة
كان يجب أن يكون في الصف الأول
يحمل حقيبته الملوّنة
ويكتب أحرف اسمه على دفتر نظيف
لكن القدر وضع في يديه الطريّتين
حجارة أثقل من عمره
وألقاه في ساحة عمل أوسع من قامته
عيناه معقودتان على الأرض
ليس خجلًا… بل اتزانًا كي لا تسقط الحجارة
وصدره الصغير يعلو وينخفض
مع كل نفس مشوب بالغبار
مع كل سؤال يطرق رأسه:
لماذا صار الخبز أثمن من اللعب؟
ولماذا يُقاس الرجال بقدرتهم على حمل الأثقال
حتى لو كانوا أطفالًا؟
قدماه العاريتان تحفظان حرارة التراب
كما تحفظان ألم الطريق
تسيران به بين صفوف الطوب
وكأنهما تحفظان خارطة النجاة
تخط كل خطوة قصة لم تُحكى
وتسطر كل قطرة عرق رسالة صامتة
تقول إن الطفولة ليست ترفًا
بل حقًّا مسلوبًا
ومع ذلك
هو يمسك الحجارة كما لو كانت أحلامًا
يبني بها بيتًا في خياله
بيتًا تُشرق فيه الشمس بين النوافذ
ويملؤه ضحك الأطفال وصوت الطيور
بيتًا لا يسكنه سوى الأمان
ولا يزوره سوى الفرح
حيث يُعاد له حقه المسلوب
أن يكون طفلاً… فقط طفلاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى