كتاب وشعراء
ويلٌ للمُطففة سطورهن/للشاعرة السورية عائشة بريكات

ويل للمطففة سطورهن
—————————–
قيل:
ألم ترَ كيف تُطفَف الحروف في يديها؟
كأنها تحمل في قلبها
ميزاناً لا يعترف بالعدل
وتوزّع الكيل كما يُقاس الهوى.
من فمها تسحب الكلمات
تطويها كطيّ الليل
لسجلات العتمة
في سطرٍ يَحْرفُ وجه النهار
ويجعل الحقَّ باطلاً
تتسلل الحروف في ثناياها
كأنها تخون العدل بخفاء
تُزيّن الزيف بكلماتٍ
تُسطر بيدٍ خائنة
ثم تترك في بؤبؤ العقل سراباً
لا يدركه إلا من ضلّت بصيرته.
قالت:
ويْلٌ لمن جَعل القولَ سُتراً
وراء أفق الحرف
ولم يدرك أن السطور لا تُطفَف
إلا بيدٍ أنكرَت الميزان.
سألها المغزى:
لماذا تكتبين
إن كنتِ لا تؤمنين بما تقولي؟
أجابت:
لا بأس
في النهاية
لن يُقرَأ إلا ما يُطفَف.
العائشة
من ديوان/ كأنها لم تخدش يوماً/