كتاب وشعراء

(حين يذوب الصخر من ومضِ الشَّرَرْ).. د. محمد سعيد المخلافي كاتب وأكاديمي يمني

حين يذوب الصخر من ومضِ الشَّرَرْ)

أهواكِ لا شغف الغرائز والفِكَــرْ

هَوْى الكرامة إذا أُصيبتْ بالـضرَرْ

أهواكِ، لا حُسناً يُغازل نزوتي

بل هيبةً تهوى الوقوفَ بلا مقَــرْ

.

أنَّى يُقالُ: “فتاةُ حلمٍ” مثلهم؟

وأنا الذي بالحُلمِ لا أَرضى الوطَـرْ

إني أراكِ كما يراكَ المجدُ في

أرضٍ تُخبِّئُ في الترفّعِ ما ظهَـرْ

.

يا من سكوتُكِ صرخةٌ في مسمعي

وصدىً يُدوّي في المدى رغم الحذَرْ

عيناكِ مشرقتان يحجب ضوئها

عُرْبٌ أقاموا عالَماً وسط الحُــفَـرْ

لكن وجهكِ في الدجى نبع السَّنا

فهل أنتِ “مهد الأنبياء”؟ أم القـمَـرْ

ويداكِ في صحرائهم إن مسّها

طلٌّ، يفيض الماءُ من قلبِ الحجـَـرْ

.

فلسطين… ويا وهج الوقارِ إذا بكتْ

حُزنٌ يمزقني، ويقسو كي يُسَـــــرْ

هل أنتِ قَـفْـرٌ؟ ربما… لكنّني

ازداد حُباً كلما حامَ الخطَـرْ

فما الحب إن لم يُلظَّى في الوَهَى؟

وما الموت إن لم يُلملم ما اندثَـرْ؟

لا تُلمسي، لا تُمنحي، لا تُقتني

أنتِ الرفيعةُ في انتفاءِ المنتظَـرْ

.

أنا أصدق العُشاق حقاً، إنما

تاهت خطايَ وغامَ فيكِ المُستقَــرْ

فدعيني أبكي، لا علاج لمُغرمٍ

قد هامَ فيكِ ولم يجد غير القهَــرْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى