كتاب وشعراء

لأن الحبر لا يملك سلاحاً…..بقلم زكريا شيخ أحمد

في مساءٍ يشبه صدراً بلا نبض،
كنتُ أجلس على حافة الكوكب ،
أحاول أن أكتبَ جملةً لا تخون الضوء،
لكن الضوء نفسه
كان يمرّ على الجثث و يواصل طريقه
كأنه فقد ذاكرته.
مرّت أمامي فتاةٌ
ترتدي حزاماً من الأسئلة
و طفلٌ يسأل أمّه إن كان الموتُ
هو طريقةُ الله في تبديل الأصدقاء.
كتبتُ عن الغيم
فانفجر رأس لاجئ.
كتبتُ عن الورد
فذبلت يدُ جدّةٍ كانت تزرع الأمل.
القصائدُ تشبه الشهداء
كثيرةٌ..
لكنّ أحداً لا يعيد لهم الوطن.
أنا إنسان
يكتب من تحت الحطام
يصغي إلى رئةٍ تختنق تحت التراب
و كلما حاولتُ إنقاذها
سال الحبر من قلبي
لا من القلم.
أيها الذين تقرأون و تغلقون الصفحة
هل تعرفون أن كل جملة شعرية
هي محاولةٌ فاشلةٌ
لمنع الرصاصة القادمة؟
رأيتُ الكلمات ترتجف في دفاتري
كلّ واحدةٍ تمسك الأخرى
و تهمس:
هل سنُستخدم مرّةً أخرى
لخداع العيون؟
ربما
لن يوقفَ هذا النصُّ المجازر
لن يعيدَ الأمهات من المقابر
لن يردّ الغبار عن ملامح الغرقى.
لكنني أؤمن
أن بإمكان قصيدةٍ واحدةٍ فقط
أن تنقذَ العالم…
و لو بتأجيلِ انهياره لحظة
و لو بتذكيرنا
أن الإنسانَ… كان شيئاً جميلاً ذات لغة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى