السفير أيمن زين الدين يكتب :لم يعد هناك شك فى أن إسرائيل لا ترغب فى التعايش جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين فى سلام

الآن، لم يعد هناك شك فى أن إسرائيل لا ترغب فى التعايش جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين فى سلام وأمن على أساس المساوة فى الحقوق، وإنما ترغب فى ضم باقى الأراضى الفلسطينية المحتلة إلى إسرائيل، وطرد أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطينى إلى خارجها، بجانب ما تعلنه من أطماع أوسع فى باقى الدول المجاورة…..
فإذا كان هذا هو الحال، ماذا يكون تصرف الفلسطينيين وباقى الدول العربية المتضررة إزاء الأطماع الإسرائيلية؟ السكون والهدوء يعنى تمكين إسرائيل من تنفيذ خطتها بسهولة وسرعة وبدون تكلفة….. لكن المقاومة بدورها تنطوى على خسائر فلسطينية كبيرة لأن إسرائيل تملك قوة هائلة، وليس لديها وازع فى استخدامها بأكثر الصور شراً، وبالتالى فإن المقاومة لن تتمكن من الانتصار فى ساحة المعركة…
الحل إذن هو العمل على رفع تكلفة تنفيذ المخطط الإسرائيل إلى أقصى قدر ممكن، سواء بالمقاومة على الأرض فى الضفة وغزة، أو بالحصار الدبلوماسى وتوسيع المقاطعة بكل أنواعها دولياً، والاستعداد لتحمل تكلفة كبيرة لذلك باعتبار أن تكلفة عدم التصدى لأطماع إسرائيل ستكون أكبر بكثير، حتى يبدأ اليأس فى التسرب إلى نفوس الإسرائيليين والقوى الدولية المناصرة لإسرائيل من إمكان تصفية القضية، أو تحقيق الأمن لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية، وبحيث تتحول المساعى من المحاولة المستحيلة للقضاء على المقاومة الفلسطينية كما هو الحال الآن، إلى محاولة الضغط على إسرائيل للتسليم بحقوق الفلسطينيين والمشاركة فى مفاوضات سلام جادة كما حدث فى نهاية الثمانينات عندما ثبت فشل إسرائيل فى هزيمة الانتفاضة الفلسطينية المقاومة اللبنانية….