امرأة من شقوق الضوء ….بقلم مها السحمراني

أمشي في داخلي كغيمة فقدت سماءها
أحتضن صمت الليل كطفلة تبحث عن حضن النور
وفي صدري زهر يذبل قبل أن يلامس الفجر
وحيدةً، غير أن كل شيء من حولي يهمس باسمي
أراقب نفسي من نافذة الريح
تتبعني ظلالي كما تتبع العصافير المطر
أستمع لصدى خطواتي بين جدران روحي
وأتعلم أن كل صمت يحمل سؤالًا بلا إجابة
قلبي نوافذه مشرعة على الفراغ
أحتوي الغيم الذي لم يُنجب مطرًا
وأرسم على وجهي ابتسامة تنبت رغم الشقوق
كشعاع ضائع يذكّرني أنني ما زلت أرى
أعرف أني زهرة بلا ماء
وأن الضوء لا يسكن كل العيون
لكن أسئلتي تبقيني حيّة
كنسيمٍ يطرق نافذةَ روحٍ ما زالت حية
أحمل داخلي كل شيء:
الفرح، والخوف، والحنين
وأمشّط خيوط روحي المبعثرة برفق
حتى ينطفئ الألم ويترك رماده دفئًا في قلبي
أنا امرأة تمشي بين الظلال والضوء
أُصغي للكون كما تُصغي الطفلة لأمها
وأتعلم أن أكون شفافة
كالماء في كف الطفولة
أحتضن كل وجع
وأسمح للابتسامة أن تولد من بين الانكسارات
لكنني، حين أعبر الشارع وحيدة
وأرى وجهي في زجاج نافذةٍ معتمة،
أفهم أني لست ظلًّا فقط،
بل جذع شجرة قاومت الريح
وأكتبني كي أبقى، لا أزول.