للمرة الأولى منذ 16 عاما.. موازنة تايوان الدفاعية تتجاوز 3% من إجمالي الناتج المحلي

أعلنت تايوان عزمها زيادة إنفاقها الدفاعي بمقدار الخمس في العام 2026، متجاوزة 3% من الناتج المحلي الإجمالي، وذلك باستثمارها مليارات إضافية في معدات جديدة، وسط ضغوط أمريكية.
وتواجه تايوان دعوات من واشنطن لزيادة إنفاقها الدفاعي، وقد أعرب الرئيس التايواني لاي تشينغ تي هذا الشهر، عن رغبته في زيادة الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل.
بدوره، صرح رئيس وزراء تايوان تشو جونغ تاي للصحفيين بأن الإنفاق الدفاعي لعام 2026 سيصل إلى 949.5 مليار دولار تايواني (31.27 مليار دولار أمريكي). وأظهرت أرقام حكومية أن هذا الرقم، الذي يمثل 3.32% من الناتج المحلي الإجمالي، يتجاوز عتبة 3% لأول مرة منذ عام 2009.
وقال تشو اليوم الخميس: “هذا دليل ملموس آخر للعالم ولشعبنا على تصميمنا وقدرتنا على حماية السيادة الوطنية والأمن، والحفاظ على الاستقرار والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والوفاء بمسؤولياتنا المشتركة تجاه العالم”.
وأضاف أن تايوان تتبع “نموذج الناتو” في إدراج الإنفاق على خفر السواحل والمحاربين القدامى ضمن إجمالي الإنفاق الدفاعي.
وصرح هسيه تشي هسين، رئيس مكتب مراقب الحسابات بوزارة الدفاع، للصحفيين بأن ذلك يمثل زيادة بنسبة 22.9% عن هذا العام.
وشملت الخطط عدة مقترحات خاصة لميزانية الدفاع بقيمة إجمالية 117.6 مليار دولار تايواني، لشراء طائرات مقاتلة جديدة وتعزيز الدفاعات البحرية، من بين أمور أخرى، والتي كان من المتوقع على نطاق واسع أن تقدمها وزارة الدفاع في الدورة البرلمانية المقبلة هذا العام.
وصرح مسؤولان كبيران مطلعان على الأمر، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، لرويترز بأن تايوان تدرج إنفاق خفر السواحل ضمن إجمالي ميزانيتها الدفاعية لأول مرة.
وقال أحدهما، في إشارة إلى خفر السواحل، الذي يشارك بانتظام في مواجهات مع خفر السواحل الصيني، والذي سيدفع، في وقت الحرب، للمشاركة في جهود البحرية للدفاع عن تايوان: “إنهم يقفون على خط المواجهة”. قال المسؤول، في إشارة إلى أساليب الضغط الصينية، مثل دوريات خفر السواحل المنتظمة قرب جزر تايوان: “في مواجهة أنواع جديدة من التهديدات، بما في ذلك تكتيكات المنطقة الرمادية، من الضروري إدراج خفر السواحل في الإنفاق الدفاعي”.
جعلت حكومة تايوان من التحديث العسكري برنامجا سياسيا رئيسيا، وتعهدت مرارا وتكرارا بإنفاق المزيد على دفاعاتها لمواجهة الصين، بما في ذلك تطوير غواصات مصنوعة في تايوان.
وتجري القوات الجوية الصينية مهاما شبه يومية في الأجواء بالقرب من تايوان، التي تعتبرها جزءا من البر الصيني، وتجري مناورات حربية دورية، كان آخرها في أبريل.
كما تجري الصين تحديثا سريعا لقواتها المسلحة، بحاملات طائرات جديدة، وطائرات مقاتلة شبحية، وصواريخ.
في مارس، كشفت الصين عن زيادة بنسبة 7.2% في الإنفاق الدفاعي لهذا العام، ليصل إلى 1.78 تريليون يوان (248.17 مليار دولار أمريكي)، متجاوزةً بذلك هدف النمو الاقتصادي لعام 2025 البالغ حوالي 5%.
المصدر: رويترز