نُسّاكُ الرَّمادِ…..بقلم خديجه بن عادل

نَحْنُ النُّسّاك في صَمْتِ الرَّمادْ
نَمْشي على عمىً ونَحْمِلُ في الدَّواخِلِ همسَ الارْتِعادْ
نُهْدي لِظُلْمَتِنا نُجومَ تَوَجُّسٍ
ونُغَنِّي لِلْخَرابِ إذا اسْتَفاقْ
ونَخيطُ أَسْمالَ الطُّفولَةِ بالهَلاك الخافت
فَمَنْ الّذي عَلَّمَ الطُّيورَ بأنَّنا
صِرْنا جِدارًا، لا يُطيقُ سُكونَها؟
نَمْضي، وتَحْتَ ضُلوعِنا
قَلْبٌ
يُؤَرِّقُهُ السُّؤالْ:
هَلْ نَحْنُ أَبْناءُ الحَياةِ،
أَمْ انْحِناءٌ في ظِلالِ الاحْتِمالْ؟
هَلْ تُورِقُ الكَلِماتُ فينا مِثْلَ حِنْطَةٍ،
أَمْ نَحْنُ مَزْرَعَةُ الجَفافِ،
وصَمْتُنا
أَرْضٌ مُحَرَّمَةُ المَقالْ؟
يا أَيُّها الإِنْسانُ،
مَنْفِيًّا على حافّاتِ مَوْتِكْ
قِفْ،
وتَأَمَّلِ المَعْنَى يَذوبُ على جَبِينِكْ
كُلُّ الحِكاياتِ الّتي مَرَّتْ
وكانَتْ تَشْرَبُ النُّورَ اليَتيمْ،
صارَتْ رَمادًا،
والرَّمادُ يُصَلِّي أيضًا…
لَكِنْ بلا وَجْهٍ كَريمْ.
فَامْشِ،
ولا تَفقِد الطَّريقَ إلى يَدَيْكَ،
هُما الدَّليلُ إذا اسْتَدارَ بكَ الزَّمانْ
امْشِ على نارِ التَّوَجُّسِ،
كُلُّنا
نَمْشي على نارٍ،
ونَحْلُمُ بِالسَّحابْ
فالسَّعْيُ بَعْضُ النُّورِ،
حَتّى لو تَبَقّى فِيكَ
قَلْبٌ…
أَوْ تُرابْ.