إلى رسـول الله بقلم المبدعة/سهام الشرعبي ـ اليمن

بمجاديف لهفتي إليك
أكتب دون فنّ التعبير والكتابة
أكتب ولي نبض قلبٍ يختضل
وعيناي تروي أحرفي
وجعًا حين أكتب أحرفي
إليك يا نور الهداية
تقضم لساني حالها بشراهة
لا تُجيد النطق وَجَلًا
لا تُجيد الحديث إليك
بابًا للبداية
أكتب أحرفًا وأجد في شفاهها الإذلال إليك
تضيع مني مفرداتي، لا أستطيع العبور إلى شيءٍ أصفه لك غير أن
هذه الأيام أوشكت أن تكون
هي للكون النهاية
تبدّل حالنا يا حبيبي
لم تعد قلوبًا أرقَّ قلوبٍ وألينَ أفئدة
شهدنا الحقد دون الرقة
وعاصرنا العنف عوضًا عن لين الأفئدة والغواية
تكالب العرب على مسراك يا سيدي
وحبيبي
أرض المقدس التهم ملامحَها الجوع
وسادها شبح البرد دون عناية
أولى القبلتين يتخلّل فيها الصرير
والركام أصبح لحربٍ غير مسبوقة
مثالًا
وللإبادة الجماعية أصبحت
أرض الزيتون آية
ما زال أحفاد الأيوبي
للقدس
درعًا لا يَصدأ، يموت؟
نعم، يموت ويقتني ضاحكًا
شرف الشهادة
رافع الراية
سلاحهم حجرٌ تارةً يَرمي به
المحتلّ
ولتضوره جوعه يشدّه تارةً
لم يتبقَّ من الأنصار أحدٌ
تستجيره غزّة
أين صلاح الدين؟
يُجير أقصانا، يحرر الأرض والعِرض
بسيوفهِ البتّارة
كل شيءٍ في هذا الزمن فقد بريقه
وعياره
أصبحنا نَعِدُ في لوح المساء ونخلف الوعد في فوهة الفجر
وأصبح للكذب حبالٌ ليست قصيرة
بل أصبحت حبال الكذب جبّارة
هذا إليك يا حبيب قلبي وقُرّة عيني رسالة
لم يسعفني قلبي لأكتب إليك
كل ما يحدث من جرائم
من تخاذل، من تقاعس، من انفلاتٍ دينيّ بغزارة
كتبت غيضًا من فيض
وأقلَّ من قطرة في بحر الشكوى
إليك
أقولها وكلي أسفٌ
أصبحنا عربًا ينهمكون لعبًا ولهوًا
ودماؤهم مغسولة بماء
الحقد والغلّ والخذلان والبؤس
مزيّنة ومعمورة
مات السلام في قلوب الكرام
والدين أصبح سهمًا قاتلًا
وجَمرةً مسعورة
لم يتبقَّ من الإسلام سوى الاسم
وحفنة قليلة من الإسلام بالصوت والصورة
تخاذل العرب وتشتّت السلام
وأصبح
السلام والإسلام يُوزعان على الأتقياء
بالقِطارة
أطلتُ الحديث يا حبيبي
كل هذا مزجته أدمعي واختلط به نبض قلبي
وتقيّأته أناملي المحتارة
إليك مني السلام يا حبيب الله
وعليك السلام في بداية حديثي
وختام
مفرداتي البائسة المكسورة
أحبك يا من أرسلك الله نورًا
للهداية
وأنتظر يومًا أقبّل فيه قدميك
علّي أفوز بجنّة الخُلد
وأكون للحبيب جَويرة
سهام الشرعبي