وعسى…بقلم سعيد زعلوك

وعسى القادمُ أن يأتيكَ محمولًا على كتفِ النهار،
أن يُصلّي في عينيك الفجرُ،
ويُقبّل جبينَك مطرٌ من يسارِ الغيم… لا من غبار.
وعسى أن تُزهِر الطرقاتُ تحت خُطاك،
وأن لا تنكسر وردةٌ أخرى في انتظار،
أن تتهجّى الحياةُ حروفَ اسمك
كما يتهجّى الوليدُ صدى الأمّ في أولِ نداء.
وعسى أن تُفتح لك أبوابٌ لم تطرقها،
وأنتَ تمشي، لا خوفًا، بل دهشةً،
كما يفتح الضوءُ كفَّه للسنابلِ حين تعانق الشمسَ عند انتصافِ القصيدة.
وعسى أن تسكنَك المدنُ التي أحببتها،
لا غريبًا فيها، بل طيفًا من ذاكرةِ الحنين،
يمشي إليه الناسُ كلّما تعبوا من جفافِ النبض،
كلّما نسوا كيف كانت الأشجارُ تتنفسُ قربَ قلبك.
وعسى أن يُزهر فيك ما ذبل،
أن تنبتَ في داخلك غاباتٌ من يقين،
أن تنسى جراحَ البارحة…
كما ينسى الموجُ طعناتِ الصخور حين يعانقُ الرملَ ويضحك.
وعسى أن يأتي الربيع،
لا كسائحٍ يعبرُ مواسمَك ويغيب،
بل كوطنٍ يسكنك،
يُنبت في قلبك حبًّا لا يُشيخ،
ويكتب على كفّك: ها هنا، بدأت الحياةُ تُصفّق.
وعسى أن لا يُخيّبك الغد،
ولا يَخونكَ الحلم،
ولا تُصيبك الدنيا في خاصرةِ الطمأنينة.
وعسى أن تضحك…
كما تضحك السنونوات حين تعود،
كما تضحك الأرضُ حين ترتدي عشبَها الجديد،
كما تضحك السماءُ حين يرضى عنها البحرُ في خجلٍ أزرق.
وعسى، يا أنت،
أن تمضي نحو الأجمل دائمًا،
أن تخرج من حزنك كالعنقاء من الرماد،
وأن تقول للعالم:
“ما متُّ … بل كنتُ أرتّبُ قلبي ليليقَ بالفرحِ القادم.”
وعسى، يا أنت،
أن تمضي نحو الأجمل دائمًا،
أن تخرج من حزنك كالعنقاء من الرماد،
وأن تقول للعالم:
“ما متُّ … بل كنتُ أرتّبُ قلبي ليليقَ بالفرحِ القادم
يارب
كتبت فـ أبدعت
رائع مداد قلمك
مبدع ومميز
أيها الراقي
أحسنت النشر
تحيتي لك