كتاب وشعراء
أيها الغياب /بقلم المبدعة /عاءشة امخير

أخبره…
أنّي لم أخنه في الغيب،
وأن قلبي حين نادى،
لم يكن يهتف إلا باسمه.
أخبره أن الغياب لم يكن خياري،
وأن الطرق التي افترقنا عندها
لم تكن مرسومة بيدي،
بل بقدرٍ كان أوسع من ضعفي،
وأقوى من رغبتي في البقاء.
قل له…
إن الوفاء ظلّ ساكنًا في صدري،
رغم تبدّل المواسم،
وأنّي كنت أستعيد ملامحه في كل وجهٍ عابر،
ولا أجدها،
فأعود إلى وحدتي مطأطئة الحنين.
أخبره…
أنّي ما زلت أحمل ذكراه كما تُحمل الأمانات،
بخشوع، بخشية،
وكأنها حبة نور بين كفّين راجفتين.
قل له أيضًا…
إنّي لم أُبدّل، ولم أبيع، ولم أتنازل،
وأنّ قلبي لم ينبض لغيره،
رغم صمتنا الطويل،
ورغم أنه لم يسأل عني كما كنت أرجو.
وإن سأل أخيرًا:
لماذا لم أعد؟
فقل له:
“كانت الوفاء أثقل من خطوات الرجوع،
وكانت كرامتي… آخر ما تبقى لي منه.”