بداية شهيق لأخر روح” / بقلم/ المبدعة/ سماح أنور الشيباني/ اليـمن

بدايـة شهقة
أَتُخبرني بأنّها البداية؟
أيُّ بدايةٍ تقصد؟ أَتعتقد أنّ هناك شمسًا تُشرق داخلي؟
ليس فجرًا، بل هو بدايةُ انكسارٍ ككلِّ بدايةٍ أخرى.
ليس سوى رايةٍ تُرفع لتجد نفسك بعدها مستسلمًا.
هو بدايةُ وقوعٍ بعد اطمئنانٍ كاملٍ بالفوز.
أهو بدايةُ طريقٍ؟
نعم، هو بدايةُ طريقٍ للغياب، للهروب، وللوحدة من جديد.
بدايةُ سقوطٍ بعد العلو.
ليس فجرًا، بل بدايةُ شهيقٍ لآخر نفسٍ يُؤخذ،
نبرةُ صوتٍ بعد ارتجاج.
ليست بدايةَ فجرٍ، بل بُعدٌ بعد قُرب.
هي فقط بدايةُ سهمٍ مغروسٍ في ذلك القلب الأسود،
مجرد هاويةٍ نستعدُّ للسقوط فيها.
خطواتٌ نحو طريقٍ بلا عنوان،
هو فجرٌ بلا وداع،
بدايةُ طريقٍ مُغدَقٍ بالغربة،
هي بدايةٌ لنهايةٍ في الداخل.
أَتُسمّى غربة؟ أم هي سُمٌّ يسري في جسدٍ يحاول النجاة؟
أيُقال عنها غربة، أم روحٌ تُدفن قبل الولادة؟
أغربةٌ أم أشلاءٌ تتمزق بعد أن كانت كاملة؟
أهو خنجرٌ يُصيب جسدي،
أم هو فقط سكينٌ بنارين يُصيبان القلب والعقل في آنٍ واحد؟
أَتُسمّى غربةً أم نهايةً لكل تلك البدايات؟
.