كتاب وشعراء

صبحٌ يشبـه الأرق / بقلم / المبدعة/ إسراءالعثمان / سوريـا

الصبح؟
أي صبح هذا الذي ننتظره كل يوم،
كأنه لعنة متكرّرة نتوهّم أنها بداية ولادة؟

إنه ليس ولادة،
بل سقوط آخر في هاوية أوسع.

كأن هذا الضوء كذبة بيضاء
تغطي رائحة العدم.

الوطن؟
أي وطن هذا؟
إنه جدار أعمى يردّد صدى خطواتنا،
إنه قبرنا المفتوح يُسمّى خرائط.

خطوطٌ جغرافية
تأكل عظامك من الداخل،
فما نحن إلا أجسادٌ قوارير
تدّعي الحياة.

الغربة؟
ليست سكونًا،
بل حاوية تبتلع أنفاسنا.

كأن الأحلام مسامير
تُغرز في الروح.

ليست عزلة وحسب،
بل فراغ يلتهمك من الداخل،
فتصير الكلمات حجارة،
والأحلام أجنحة مبتورة،
وويبني جسدك قشرةً قشرة
ليوهم الجميع بأنه حيّ.

وفي النهاية؟
أنا مجرد ظلٍّ يتفتت
مع أول خيط ضوء.

ليس إشراقًا…
ليس إشراقًا،
بل هذيان كونيّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى