
مايو 1971 ..الصراع بين جناحي السلطة:
ناصريين بقيادة علي صبري نائب الرئيس..شعراوي جمعه وزير الداخلية..محمد فوزي وزير الحربية..لبيب شقير رئيس مجلس الامة..عبدالمحسن ابوالنور امين تنظيم الاتحاد الاشتراكي العربي ..محمد فائق وزير الإعلام..احمد كامل رئيس المخابرات العامة واخرين.. هؤلاء جبهة
في مواجهة الرئيس السادات ..معه:
هيكل بعقله واهرامه.. احمد عبدالسلام الزيات وزير شؤون رياسة الجمهورية..بضعة قليلة من اصدقاء السادات القدامي اعضاء مجلس الامة ابرزهم نائب اسيوط محمد عثمان اسماعيل الوزير والمحافظ فيما بعد..في المقدمة من كل هؤلاء اللواء الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري الذي انحاز للشرعية كمايراها..
الصراع بين الطرفين علي اشده..لابد ان يطيح طرف بالاخر.
كل الحسابات المنطقية تشير الي تفوق الاطراف الناصرية:
جيش..شرطة..مخابرات..اعلام..التنظيم الشعبي الوحيد (بقيادة عبدالمحسن ابوالنور الذي قال عنه السادات بعدها ساخرا: حتي عبدالمحسن ابوالنور بيعارض..علي اعتبار ان التنظيم الشعبي لايعارض!!)..اخيرا مجلس الشعب.
غباء سياسي:
الجناح الناصري يسارعوا بتقديم استقالاتهم من مناصبهم الرسمية لاحداث فراغ سياسي متوهمين : الجماهير ستسارع بالزحف المقدس للمطالبة ببقائهم !!
(في الانظمة الشمولية: المسؤول خارج الكرسي لايساوي وزنه زبل حمام)
السادات يفاجأ بالاستقالات..يفرح ..من يحل محلهم ؟؟!!
هيكل القطب الناصري المخضرم ينصحه : البلد كرسي ..لو اتاك كرسي السلطة علي جثة ابن ابيك تقبله حامدا شاكرا..
لنا في سلطاننا الحبيب قابوس رحمه الله اسوة حسنة..اخفي اباه وراء الشمس!!
النتيجة..شعراوي جمعة خلفه اعز احبابه ممدوح سالم..الجنرال فوزي خلفه تلميذه صديقه الوفي الجنرال صادق وهكذا.
قطب ناصري اخر لن ننساه محور حديثنا اليوم:
حافظ بدوي وكيل مجلس الامة.. اختاره وبوأه مقعده من المجلس رئيسه لبيب شقير..
بدوي..ناصري عتيد.. يحفظ ميثاق عبدالناصر عن ظهر قلب ..من الجلدة للجلدة..يستشهد بعباراته الثورية في خطاباته الفارغة الرنانة..من الطبيعي انحيازه لاولياء نعمته الناصريين الاقحاح لكن..
يوم 14 مايو 1971 قمة الصراع..بدوي محسوب ضمن كتلة الناصريين !!
نصيحة بملايين الجنيهات :
احد اصدقاءه ينصحه: ابعد عن الشر وغني له..لااحد يعرف ماذا سيحدث غدا..سافر لدائرتك الانتخابية..لاترد علي تليفونات..لاتتحدث في السياسة ولاتعد حتي تتضح الرؤية..يسافر بالفعل ..جنازة احد الناخبين ..يجلس في سرادق العزاء لايغادره..يبكي متذكرا المرحوم وماثره.. يتقبل العزاء حتي مطلع الفجر ..في الصباح تاتي الانباء:
الناصريون الاقوياء بالسجون..
السادات منتصرا ،!!
يعود بدوي للمجلس يتراسه مسقطا عضوية احبابه : شقير وصحبه..يتراس محكمة الشعب لمحاكمة الخونة ..يدمغهم بالخيانة العظمي مصدرا احكامه المشددة بالاشغال الشاقة المؤبدة والاعدام!!
(قبل ان يخففها الرئيس المؤمن بقلبه الطيب للاشغال الشاقة المؤبدة)..
بدوي ينسي الميثاق وفقراته للابد..يدوس عليه بقدميه يصبح ساداتيا مؤمنا بالله ورسوله ورب العيلة المصرية ياولاد ولله في خلقه شؤون وشجون وسجون !!
ولأن السادات فلاح اروبه مدقدق يعرف الفوله وكيالها..لم يستمر معه حافظ الميثاق طويلا بعد محاكمته زملائه بنفسه والقائهم بيديه في غياهب الجب..ترأس المجلس الموقر فترة قصيرة بعدها حل السادات مجلس الحافظ ثم القي الحافظ شخصيا في غياهب الجب فلم نعد نسمع عنه خيرا اوشرا !!!
( اكيد السادات قال لنفسه ساعتها: الحركة دي قديمة قوي يابدوي..عملتها انا زمان سنة 52 ليلة الثورة ..رحت مع مراتي السينما وعملت محضر شرطة لواحد عاكس مراتي ولما اتأكدت من نجاح الثورة اذعت بيان الحركة في الاذاعة وبقيت عضو مجلس قيادة..بتبيع المية في حارة السقايين يا حافظ يابن الشرم….!!!!!)
ماساتنا في عالمنا العربي المسكين اننا نجيد امساك العصا من المنتصف..لسنا ذكورا ولسنا اناثا..انصاف بشر..نأكل مع الذئب ونحزن مع الراعي ..متي نصبح بشرا ؟؟!!