ولأنك أنت… أنت….بقلم أماني الوزير

أدركتُ أنّني حين عانقتُكَ، كنتُ أعانقُ الله في سرِّه،
وأني ما كنتُ امرأة، بل جمرٌ يتوهّجُ بالخلود.
أعرفُكَ من عطرك، لا من كلماتك،
من ارتجاف أصابعك، لا من صخبك،
من انحناءة ظهرك على صدري، لا من استقامتك أمام الملأ.
أعرف أنّك حين تضحك في المجالس،
تتمنّى لو تبكي بآهاتك بين فخذيّ.
وأنك حين تصرخ في الملاعب،
تتمنّى لو تخفت أنفاسُك وأنتَ عالقٌ في قُبلتي.
أعرف أنّك لستَ بطلًا ولا حكيمًا،
إنما طفلٌ كان يضيعُ في انحناءات جسدي،
ويجدُ وطنه بين كفّي عند آخر شهقةٍ في البكاء.
لن أطالبك بالوعود،
ولا بمراسمٍ تُشبه الفرح بعد سُكرةِ الحزن الأخيرة،
يكفيني أن تتركني ممتلئةً بك،
فارغةً من العالم.
أنا التي لا تُصدّق من اللمسة إلا الحكاية،
وتؤمن بأن رجولتك تبدأ حين تُسقط عني قميصي،
لا حين ترفع عن نفسك الأقنعة…
حين تعرج بي إلى خلودك في وريدي،
أشعر أنّني أُمسك أول خيطٍ من الغفران الواصل بيني وبين الله.
كلما اختلط شهيقُك بزفيري…
أقرؤك في خلوات روحي آيةً لا تُتلى إلّا سرًّا…
أُصلّي بك لا عليك، وأتهجّد بأنفاسك حتى الفجر.
فيصبح جسدي لك محراب، وأنت لي يقينٌ يتجسّد.
حين تذوب فيّ، أعرف أنّ الجنّة ليست وعدًا… بل حالًا.
ستبقى عشقي المغفور له، ومعصيتي المقدّسة،
والغفران الذي أناله قبل القضاء وبعد الرضا.
ستبقى أنت… أنت،
السُّكرة الفاصلة بين قدسيّةِ المحيّا وخطيئة الجسد.