كتاب وشعراء

أكلتُ جزءاً من رأسي …..بقلم زكريا شيخ أحمد

أنا الذي التهمَ نفسهُ بملعقةٍ من شوك.
أجلسُ على ركبتيّ
كأنني أعتذر لهما لأنني أُثقل عليهما بالحزن.
أكتبُ جملةً
فينفجرُ في منتصفها عصفورٌ أعمى
يطير داخل فمي…
ثمّ يختنق .
كلّ نصّ أكتبه
يجب أن يصيبني بالحمّى
و إلا فهو خيانة.
كلّ جملة
هي عربة إسعافٍ لا تصل في الوقت المناسب،
كل فاصلة بِركة دم
و كل نقطةٍ قبر.
نسيتُ كيف أنام…
لأن عقلي لا يتوقف عن الطيران في اتجاهٍ واحد .
الأسوأ…
كنتُ أريد أن أحبّ إمرأةً
لكني اكتشفت أن قلبي
يشبه قنبلة صوتية
ترعب و لا تؤذي.
فمزقتُ وردةً
و كتبتُ على حواف أشواكها:
أنا هشٌّ كفاية لأنفجر تحت كلمة ،
لكنّني عنيد كفاية لأتظاهر أنني بخير.
أرادوا منّي أن أبشر بالأمل
ففتحتُ فمي…
خرجَ من لساني جنينٌ مبتور الذراعين
و قال بصوت معدني:
الأملُ اختناقٌ تمّ تغليفه بشكلٍ جيد.
رأيتُ ظلي ينظر إليّ باشمئزاز فصفعته…
فاختفى.
ثمّ عدتُ إلى المرآة فلم أجدني…
وجدتُ نَفَسي
تتدلّى كجثةٍ من أنفي
و عيناي تصفقان بإيقاعٍ متأخر.
أكلتُ جزءاً من رأسي… و ابتسمت.
لأني أخيراً
فهمتُ كيف يشعر الكرسي
حين يجلس عليه جسد ثقيل
ثم يُنسى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى