كتاب وشعراء

ربما …..بقلم نعمان رزوق

ربما لو انتظرنا قليلاً في أولِ الشارع ،
عند دكانٍ نسيَ أن يُغلق ..
لعادَ الزمنُ من حيثُ تسرّب
و رأينا امرأةً تشتري الزعترَ
و تمسحُ على وجهِها بمنديلٍ معطّرٍ بالصبر .
ربما الأبوابُ لا تزالُ تحفظُ أسماءَ من طرقوها حُبّاً ..
و ربما الجدرانُ لم تنسَ ضحكاتِنا
بل نحنُ من علّقنا وجوهنا على المشانقِ الجديدة
و نسينا أن نمرّ لنأخذها .
ربما البحرُ لم يتغير ،
نحن فقط لم نعد نغرقُ بشغف ..
صرنا نحملُ مناشفَ الخوفِ بدلَ السباحة
و نقرأُ الموجَ كتحذير ..
لا كقصيدة .
ربما المطرُ ما زالَ يحبُّنا ..
لكنه يأتي متأخراً
كي لا يوقظَ أحزانَ الأرصفة ،
ربما يعرفُ أن المدينةَ صارت تسعلُ من البردِ
و تخجلُ من دمعها .
ربما الأراجيحُ القديمة
لا تزالُ تنتظرُ صغارَنا
بأصواتها الصدئة الجميلة ،
و ربما الخبزُ الساخنُ
ما زال يحلمُ بأن يُقسمَ بين اثنين
على بابِ فرنٍ لا يرفعُ الأسعار
و لا الأمنَ .. و لا الجدران .
ربما نحنُ فقط
بحاجةٍ إلى أن نمشي قليلاً
بلا هواتف ،
بلا صور ،
بلا قهر ،
بلا ” كان ” ..
ربما .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى