أبجدية الفراغ……بقلم كريم لمداغري/المغرب

الأمر بسيط،
أن تنسلَّ من عقدة الجدار،
مع أول نثارٍ للضوء،
تُطفئ نارَ القهوة في فم الفجر،
ثم تتدحرج في سراديبك المخبوءة
كمن يبحث عن سماءٍ أخرى
تزرع أجنحةً للذاكرة،
وتُسكت حدّة الغياب.
الأمر بسيط،
أن ترى الأسماءَ،
وقد سقطتْ من وجوه الأشياء،
وأن يريك الزجاجُ ظلّك،
منحنيًا مثل غصنٍ يابس،
واقفًا عند منتصف المسافة
بين صدى العظم
وهدير العدم.
الأمر بسيط،
أن تلوك قُرّاصَ الألم حتى آخر شوكة،
وتسلّم وقتك للفراغ العابر،
تخلع عنك حلمك كقميصٍ قديم،
لتصير خادمًا لآلهةٍ من غبار،
بينما روحك تتدلّى
في أعالي الحريق.
الأمر بسيط،
أن تُرهق المجاز بثقله،
وتنتزع القافية من وشم الريح،
ثم تذوب مع انحناءة الضوء
مثل قطرةٍ خائفة على حافة الغيم.
قد ترتاب من كل الأسئلة،
غير أنّ العشق،
هذا الحجر السرّي،
يبقى ساكنًا في الأعماق
لا يلين.
الأمر بسيط،
أن تشتري هروبك بطعم الطين،
وتزحف على حدِّ السكين،
باحثًا عن زاويةٍ للجنون
ترمي فيها أشلاءك
كما تُرمى النجومُ في ليلٍ مُثقل،
غير عابئٍ بوجوه المارّة
وقد تحوّلت إلى مرايا مهشمة
تعكس صمت الفراغ.