السفير فوزي العشماوي يكتب :سيناريوهات الأزمة

من الواضح تماما إصرار نيتنياهو علي مخطط التهجير، لدرجة الحديث الصريح عنه واعتباره حقا من حقوق الإنسان الفلسطيني ( شوفوا ازاي )، بل ووصوله لدرجة إقحام مصر ( وهي ركيزة السلام وأول دولة تعقد معاهدة سلام مع إسرائيل )، وإتهامها بأنها العقبة الكؤود التي تمنع خروج الفلسطينيين الراغبين ( طوعا حسب إدعائه ) في مغادرة القطاع، متناسيا أنه أحال هذا القطاع لجحيم وركام، ومارس ضد سكانه كل صنوف الابادة والتجويع
من الواضح أن الرجل متلبس بالقناعة بأنه يحوز الفرصة التاريخية لخلق وتأمين إسرائيل الكبري عبر توسعها وسيطرتها علي غزة والضفة وإجهاض حل الدولتين والهيمنة علي المنطقة وإخضاعها تماما، وأن وجود ترمب يمثل فرصة ذهبية لتحقيق كل ذلك
السؤال الأهم الآن هو : ماذا تفعل مصر لو وجدت نفسها أمام مئات الالاف من الفلسطينيين الذين يقوم الإحتلال بدفعهم بالنار والجوع في إتجاه الحدود المصرية ؟
هل تكون الحرب ؟
هل تصل الحماقة بنيتنياهو لتقويض العلاقة مع مصر ونقلها مجددا لصفوف الخصوم وإهدار المكسب الإستراتيجي الذي حلم به وتمناه كل قادة اسرائيل الكبار وهو تحييد مصر وإخراجها من معادلة الصراع ؟!
وهل تكتفي مصر ساعتها بالإدانة والمناشدة، أم تواجه هؤلاء الجوعي المطاردين وتردهم ولو بالقوة، أم تسمح لهم بالعبور لبر الأمان ويتغير الخطاب للحديث عن الواجب الانساني الالزامي، أم تنفذ التهديدات الصادرة عن المتحدثين بإسم السلطة وصولا للمواجهة التي قال ضياء رشوان أن القوات المسلحة جاهزة لها ( المسافة من العريش لتل. ابيب ١٠٠ كم فقط )
ظني ان الطرفين لايريدان الحرب، وسيتجنبانها بكل الطرق
وأتصور أن مصر دولة كبيرة، ولديها مؤسسات وأجهزة راسخة، وأتمني أن تكون هذه المؤسسات مازالت قوية وفاعلة، ويمكنها إدارة الموقف والتعامل مع مختلف السيناريوهات بما يحفظ مصالح مصر دون تفريط أو إفراط !