كتاب وشعراء

الخامس من آب، مرة أخرى…..بقلم عبير محمد

أكنتَ تظن أنني سأبقى هناك، في الزاوية التي تركتني فيها، أعدّ خيباتك كأنها قدري؟
أكنتَ تظن أنني سأغفر لأنك خفت؟ لأنك اخترت أن تكون ظلًّا في زمنٍ كان يحتاج إلى شمس؟
لقد صنعت من غيابي مخرجًا، ومن صمتي ذريعة، ومني قيدًا تخلّصت منه حين ضاق بك الدور.

لم تكن المسألة يومًا عنهم، ولا عن تلك الأعراف التي لبستها كدرعٍ من ورق.
المسألة كانت عنك، عنك وحدك، حين قررت أن تطيع الخوف وتعصي القلب.
حين رأيت في الحب مأزقًا، وفي الصدق تهديدًا، وفي وجودي اختبارًا لا تودّ اجتيازه.

أغلقتَ الأبواب قبل أن تُطرق، وكتبت نهايتنا قبل أن نبدأ.
لم تحاول، لم تتردّد، لم تتألم حتى.
كنتَ بارعًا في الهروب، وفي اختلاق الأعذار، وفي إقناعي أنني السبب، أنني الزائد، أنني الخطأ.

لكنني كنت الحقيقة التي خفت منها، والمرآة التي عكست هشاشتك.
كنتُ النبض الذي لم تعرف كيف تحمله، والصدق الذي لم تتعلم كيف تصونه.
وها أنا الآن، أكتبك كما كنت: خائفًا، لا أكثر.

أما أنا، فقد أحببتك في اللحظة الخطأ، لكنني كنت صادقة…
ويا ليت الصدق يُنقذ ما أفسده الجبن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى