كتاب وشعراء

غيمٌ مرَّ بي…..بقلم عبير مُحمد

حين مرّت الروح من جهة القلب

كان العبورُ خفيفًا، كأنّ الزمنَ تراجعَ خطوةً ليمنحني لحظةً من دهشةٍ لا تُروى.
لم تكن الريحُ ريحًا، بل صوتًا يعرف اسمي،
ولم تكن السماءُ سماءً، بل عينًا تسألني:
أما زلتَ تفتحُ نوافذك للانتظار؟

في ذلك العبور،
تسلّلت ملامحُ من أحببتُ إلى الضوء،
وكان البياضُ يحملُ وجعًا لم أتعلمه بعد،
كأنّني طفلٌ في حضرة الحنين،
يكتبُ على أوراق الغيابِ اسمًا لا يذوب.

كنتُ واقفةً تحت شجرةٍ لا تُثمر إلا الكلمات،
أرسمك من ذاكرةٍ ترتجف،
وأنت، في البعيد،
تلوّح للضوء كي لا يضيع الطريق إليّ.

في صدري،
استفاقت طيورٌ كانت نائمةً منذ أن غادرت،
وعادت الفوضى إلى ترتيبها الأول،
كأنّ كل شيءٍ كان ينتظر تلك اللحظة ليقول:
لا أحدَ ينجو من الحب،
ولا أحدَ ينسى من مرّ من جهة القلب،
ثم غاب…
وترك لي سماءً تمطر حضورك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى