قصيدة ضائعة…..بقلم حنان عبد اللطيف

و افتش عني في غيابي
عن مكان لي في دفء صمته
المجرد من مسببات القلق و الهذيان
و أفتش عني و قد أعجزتني
كل الأسماء الضالعة بالشعر المقفى
من أول حرف في شعر المتنبي
إلى ياء / يا مال الشام /
في شعر أبو خليل القباني
وقد طال مطاله
فالحلوة لم تأتِ
كما يتمنى ويشتهي حبر الوصال
انهض يا شعر من داخلي و غادر
لقد سئمت رسم حروف رقيقة
تشبه وجه طفولتي
على جدران العتمة
الطريق طويل
و الممرات منهكة
من حموضة العابرين
انهض يا شعر وغادر
ارسم لي وجهتك
على تموجات الماء
حتى تهدأ العواصف في دمي
و تجف البحار في صدري
و تعود عشتار إلى حضن تموز
انهض يا شعر من جديد
قف على منبر قلبي
المرّصع بالحب
و المتوّج بالغار و الحنان
اكتب لي عنواناً جديداً
لمدنكَ الغافية على تخوم السلام
لدروبكَ الضائعة عند مجرات الأحلام
كي أعود إلى انا
بلا حروف العلة و ياء النداء
يا صديقي
وأنت الأقرب مني إلى عزلتي
كل الأوطان لفظتنا
كل الأبجديات خذلتنا
و البحر هائج بلا استئذان
ضائع بلا شطآن
غادر منذ سفر التكوين
و أنا المتيمة بكَ
من فجر الهزيمة
حتى آخر كبوة للحنين
فلا تغادرني
كهذي الأوطان
كما غادرتني أبواب أيلول !!!!