كتاب وشعراء

حينَ خُسِفَ القمرُ، وانكَشَفَتِ القلوبُ…..بقلم عبير محمد

بدأ الخسوف… واهتز القمر في عليائه.
لم يكن مشهدًا فلكيًا عابرًا، بل نذيرٌ سماويٌّ يبعث الرهبة في القلوب.
قمرٌ يُحجب نوره،
ودقائق من الظلمة تسري في الأفق…
فمن ذا الذي يلهو؟ من ذا الذي يلتقط الصور دون أن يرتجف قلبه؟

حين رأى النبي ﷺ هذه الظاهرة، اضطرب، خشي أن تكون بداية الحساب.
نادى الناس: “اجتمعوا للصلاة!”
لم يلتفت إلى الدنيا، بل وقف يصلي بخشوع، يبكي، ويردد: “هل بلّغت يا رب؟”

أما نحن اليوم…
ضحكات، تصوير، تعليقات سطحية: “القمر شكله غريب الليلة!”
ولا أحد يتأمل: ما سبب هذا الخسوف؟ ما الرسالة التي تحملها السماء لنا؟

قال رسول الله ﷺ:
“إنها آية يخوّف الله بها عباده”
فمن لم يرتجف… فربما قد ماتت بصيرته!

كل خسوفٍ هو تذكيرٌ بيومٍ مهيب،
يوم تُطوى فيه السماء، وتتفجر الأرض، ويذوب القمر، وتُفتح القبور…

استيقظ أيها الغافل!
قد لا ترى خسوفًا آخر في حياتك…
فهل تلقى الله وأنت تضحك حين تُعرض الآيات؟

انهض الآن…
طهّر قلبك بماء الوضوء،
واركع ركعتين قبل أن تُغلق صحيفتك إلى الأبد.

اللهم لا تجعلنا من اللاهين حين تُخيفنا،
ولا من المتحسرين حين تفاجئنا الآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى