كتاب وشعراء

أيلول: حكايات الحبر والورد …..بقلم: مها السحمراني

عادَ أيلولُ من وراءِ الغيمِ
بصمتٍ يشبهُ الخيالَ الراحلْ
وفي يديهِ ندىً قديمٌ
كان يروي بهِ وجوهَ الطفولةِ
عندَ الصباحِ الأوّلْ
أيلولُ، يا عودةَ المدارسِ في الحنينِ
يا ظِلَّ ضفائري حينَ كانتْ
تتمايلُ فوقَ كتفيَّ كأغنيةٍ
علّقها الهواءُ على أغصانِ الوردْ
يا دفاترَ الماضي وخربشاتِ الطباشيرْ
على الألواحِ الخشبيّةِ
يا مدفأةَ الصفِّ
في الأيّامِ الباردةِ
أعِدْ لنا الممرّاتِ القديمةَ
لنحملَ دفاترَنا كأنّها أحلامْ
يضحكُ الحبرُ في أطرافِها
ويختبئُ اسمي واسمُه
في صفحةٍ طويتُها خوفاً
لأنَّ الحبَّ آنذاك كان
يشبهُ الخطيئةَ الأولى
لا جُرمَ فيها، لكنَّنا نُحاسَبْ
ليتنا نعودُ إلى لحظةٍ
كان فيها القلمُ المرتعشُ
أشدَّ صدقًا من قلوبِنا اليومْ
ومن بين تلك
الصفحات والخوف البريء
تذكّرنا ضحكاتِنا القديمةْ
وتلك الوجوه، نسينا كيف نُناديها
أيلول، دعنا نطيرُ معَ الكروانْ
نحملُ معه أحلامنا إلى ما وراء السماء
ونغنّي للحياةِ كما لو أنّها أبدية
فكلّ حرفٍ كتبناهُ في تلكَ السنواتِ الخجولةْ
كان مفتاحًا
لبابِ حياةٍ لم نجرؤ على اكتشافها بعدْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى