الغد الملثم

الغد الملثم
قبل أخريات المدى
هنالك ؛ عند هطول الصمت
انبثقت دمعة من قرنية الروح
ظلي فوق سطوح القلب
يراقب مسيرتها بانهيار مكتوم
هذي المجروحة بنصل الغيبيات
أراها تجمع الماء والتراب في عصف شديد
إنها تقيم سداً بين اليوم وبين الغد
إني أعرفها جيداً ؛ هي دمعتي الهاربة في الخفاء
ستعود مرة أخرى إلى الروح لكن بلا وجه
ليست جاهزة للقاء هذا المجهول الصارم …..
القمراية ذات الصبر الحبقي
التي تخلع النوم في الليل والنهار
وتسبح في دعاء لاضفاف له
مبللة بالحب تعجن رقائق الحنين
وتخبز الضوء لطرقاتنا الطفلة
كبرت حقولنا وصارت شروقات
أصبحنا نرى المخبوء بوضوح عليم
على ضوء قلبها أقمنا مناسك الأحلام كاملة
قبضنا على اللامكن في عقر طلاسمه
للوقت عقارب زئبقية
في غمضة فرح لا نذكر غفلتها
لدغت انتبهات نوافذنا من كل شوارعها
الأيام عند ناصية المدى
أشعلت الأوقات بالركض النازف بوارق
إنها تفتح طريقاً للغد الملثم
كيف أغلق الباب في وجه المجهول ؟
ليس بمقدوري أن أعلم ….
في مجلس النجوم طال حديث الغيوم
كيف أرى رائحة القمراية وهي خلف تلال الحجب
لم يعد شهيقي قادراً على اختراق صدر السماء
سأقطف أزهار النار من غصن الذكرى وأهديها للغيوم
وأنهي هذا الحديث بمولد الأمطار ….
القمراية تشيخ والجدران تتهيأ للبكاء
خارج العيون ؛ قافلة الغد قادمة محملة بالرماد
أنا والصمت نختبىء في ابتسامات الدموع ؟
نحاول أن نزرع لأنين عجزنا صوتاً بغير صدى
زحزحة ماء الجفون عن صدر المرآة
يزيد عمر المسافة عدة أنفاس أخرى ….
كأس الأفول مرة
خمرتها ذكريات بعيدة
لا طريق في رأسي ولا بحر
وليس في وجهي ممشى للدموع
ابتسمي قليلاً كي أغفو على ذراع السهر
سأحمل اليوم في الأمس ونرحل بعيداً عن الغد
محمد أبوعيد