كتاب وشعراء

حين تتغنى القصيدة بمجد فلسطين..يتفاعل القراء..وتتأثر ذائقتهم الفنية..وتنحني الحروف إجلالا،وإكبارا لقدسية الكلمات..

(قصيدة الأستاذة والشاعرة الفلسطينية المغتربة عزيزة بشير-نموذجا)

كتب:محمد المحسن

“الكلمة الجميلة أقوى من الرصاصة”-مقولة فلسطينية تُلخّص دور الشعر في النضال الفلسطيني.

تصدير :
يمثّل الشعر الفلسطيني ذاكرةً جمعية تحفظ الرواية الفلسطينية الأصيلة ضدّ محاولات التشويه والطمس.يقول الشاعر مريد البرغوثي: “الشعر هو هوية الشعب”.كما يُعدّ الشعر وسيلة لتعزيز الصمود والأمل،كما في قصيدة فدوى طوقان: “ستعود الطيورُ دون شكٍّ،ستعودُ..”

وأنا أقول :
يُمثّل الشعر الفلسطيني أحد أبرز أشكال المقاومة الثقافية ضد الاحتلال،حيث تحوّل إلى وسيلة فنيّة لمواجهة محاولات طمس الهوية الفلسطينية. ولم يكن الشعر مجرد تعبير عن المشاعر،بل أصبح أداة سياسية وثقافية توثّق المعاناة وتُعبّئ الجماهير وتحفظ الذاكرة الجمعية.يقول الشاعر محمود درويش: “ما أعظم الفكرة وما أصغر الدولة”،مُلخّصاً دور الأدب كحامل للفكرة والمشروع الوطني في مواجهة محدودية الدولة السياسية.
في هذا السياق، تولت”صحيفة الخبر اليوم” الرائدة عربيا ودوليا،نشر قصيدة ثورية بإمضاء الشاعرة الفلسطينية المغتربة الأستاذة عزيزة بشير،وبتقديم-كاتب هذه السطور-موسومة ب”قل للعروبة،اسمعي ولتنظري” تفاعل معها القراء تونسيا،وعربيا..
هذا التفاعل الملحوظ من لدن القراء،هو بالفعل دليل واضح على قوتها وتأثيرها.إذ لا يأتي من فراغ،بل هو نتاج لعناصر عدة تتجمع لتجعل من قصيدة الشاعرة الفذة ( الأستاذة عزيزة بشير) شيئاً استثنائياً،فهي( القصيدة) ليست مجرد كلمات منمقة،بل هي نبض قلب مباشر ينبض بالألم،الحنين،الغضب،الأمل،والكرامة.هذا الصدق الفني والإبداعي،يخترق سجوف اللغة والثقافة ويداعب القلوب،فالقضية الفلسطينية هي قضية إنسانية بامتياز،تتعلق بالعدالة والحرية والهوية. والشاعرة تمنح هذه القضية صوتاً شعرياً مؤثراً، يحول الإحصائيات والأخبار إلى مشاعر وأحاسيس إنسانية يسهل التعاطف معها.فالقصيدة كما أشرت مترعة بالغنى الفني والجمالي،وروعتها لا تكمن فقط في المضمون،بل في الشكل أيضاً،عبر استخدام الرمزية (مثل الجوع،العطش، العراء،القنص،القوافل…)،والقوة في الصور الشعرية،وبلاغة اللغة كلها عوامل ترفع من مستوى القصيدة فنيًا وتجعلها تعلق في الذهن.
وفي ظل الموت الكافر،والإرهاب السافر ومحاولات طمس الرواية الفلسطينية،تأتي القصيدة لتحفظ الذاكرة الجمعية،تشحذ العزائم،تعري المحتل،تكشف عن نابه الأزرق المتوحش..وتروي حكاية الأرض،الصمود البطولي وقوافل المد العربي الإنساني النبيل،وتصبح أداة مقاومة ثقافية تحمي الهوية من الاندثار.
وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي،أصبح الشعر أسرع انتشاراً.وأصبحت قصائد الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الأستاذة عزيزة بشير التي تُنشر في لحظات الألم أو الأمل تجد صدى فورياً، ويتعاطف معها الملايين حول العالم الذين يرون في فلسطين رمزاً للنضال من أجل الحرية.
وخلاصة القول: التفاعل الكبير،مع ما تجود به قريحة شاعرتنا الكبيرة أ-عزيزة بشير هو برهان على أن الشعر لا يزال أقوى الأسلحة.إنه يثبت أن كلمات شاعرة واحدة يمكنها أن تذكر العالم بأكمله بعدالة قضية،وتوحد المشاعر عبر الحدود،وتخلق فناً خالداً من رحم المعاناة.هذا التفاعل هو وسام شرف للشاعرة الفلسطينية أ-عزيزة بشير وتكريم لصمود شعبها.
ختاما،أقول : يُمثّل الشعر الفلسطيني أحد أبرز أشكال المقاومة الثقافية ضد الاحتلال،حيث تحوّل إلى وسيلة فنيّة لمواجهة محاولات طمس الهوية الفلسطينية.ولم يكن الشعر مجرد تعبير عن المشاعر،بل أصبح أداة سياسية وثقافية توثّق المعاناة وتُعبّئ الجماهير وتحفظ الذاكرة الجمعية. يقول الشاعر محمود درويش: “ما أعظم الفكرة وما أصغر الدولة”،ملخّصا دور الأدب كحاملٍ للفكرة والمشروع الوطني في مواجهة محدودية الدولة السياسية.وقد حملته ( الأدب) أ-عزيزة بشير بصبر الأنبياء ولم تنوء بحمله..يل واجهت الاحتلال بكلماتٍ لا تقلّ تأثيراً عن الرصاص.إذ،تحوّل شعرها إلى سلاحٍ مقاومٍ يخلّد القضية ويحفظ الهوية ويقاوم المحو والنسيان.وأصبحت قصائدها منبراً للصراع الوجودي ووسيلةً للمقاومة الثقافية التي تواجه الاحتلال بكلماتٍ..تربك قلوب حفاة الضمير،وتمرغ أنوفهم بتراب فلسطين.
لا أقول-يا عزيزتنا،عزيزة بشير إنّ الرأس تطأطأ أمام الموت من أجل الوطن،بل أنّ الرأس لتظل مرفوعة فخرا بشعب أعزل يؤمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجرّت جذورها حياة جديدة،وتلك هي ملحمة الإنبعاث من رماد القهر وهي بإنتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملا عظيما يشع منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشر في هذا العالم.
سلام هي فلسطين..إذ تقول وجودنا تقول وجودها الخاص حصرا..فلا هويّة لنا خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السّفر..
قبعتي..ياالعزيزة..أ-عزيزة بشير.

*ملحوظة : أدعو القراء إلى ضبط النفس..وعدم إراقة الدموع..ففلسطين تأبى البكاء..-وكطائر الفينيق-نبجس من الرماد..

“بعد أن قذف النّمرودُ سيّدَنا إبراهيم عليهِ السّلامُ في النار كان طيرٌ يملأ مِنقارَهُ ماء ويُلقي بهِ على النار فهل يَعتقدُ أنَه سيُطفئُها ؟ لا..ولكن لِيعملَ شيئاً يقدرُ عليه لإنقاذه..!
“بعد أن قذف النّمرودُ سيّدَنا إبراهيم عليهِ السّلامُ في النار كان طيرٌ يملأ مِنقارَهُ ماء ويُلقي بهِ على النار فهل يَعتقدُ أنَه سيُطفئُها ؟ لا..ولكن لِيعملَ شيئاً يقدرُ عليه لإنقاذه..!
ألطّيْرُ فكّرَ أن يُساعِدَ مُبتَلًى
يَصْلى بِنارٍ علّهُ………………..يتَقرّبُ!

كيفَ السبيلُ ويعرُبٌ ملءُ الفضا
والنّار تعصِفُ والدّماءُ ……..تُخَضِّبُ ؟!

كلٌّ (بغزّةَ) يستغيثُ لِنجْدَةٍ
والدّمُّ يُسفَكُ والأسارَى ……….. تُعَذَّبُ

مَن لمْ يمُتْ بالقصف ماتَ لِجوعِهِ
والعُرْبُ ترقُبُ،مسلِمونَ …… تَغيّبوا

لا أُذنَ تسمعُ،لا عيونَ بصيرَةٌ
لا ماءَ يُطفئُ،لا حمِيّةَ …………..تُرْعِبُ

ألطّيرُ فكّر وهوَ غيرُ مُكَلَّفٍ
ليتَ العُروبةَ تقتَدي بِهِ ………….تغلِبُ

وتُساعِدُ الغزّيَّ ، تُنقِذُ أهلَهُ
وتَدُُكُّ صَرْحاً للعدُوِّ………….وَتضرِبُ!

(عزيزة بشير)

*نبذة عن الشاعرة الفلسطينية الكبيرة الأستاذة عزيزة بشير
تعتبر الشاعرة الفلسطينية عزيزة بشير ( أصيلة مدينة جنين الشامخة) واحدة من الأصوات الشعرية المؤثرة في المشهد الأدبي الفلسطيني والعربي،حيث تتميز أشعارها بالعمق الإنساني والروحي والتعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو الحرية والعدالة.
تكتب الشعر العمودي والحر،وتركز في أعمالها على القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية.
تتناول في شعرها
الصمود،المقاومة،الأمل،التحرر،المشاعر الإنسانية العميقة المرتبطة بالوطن والهوية..كما يتميز شعرها بقدرته على خلق حالة من الحوار الوجداني مع القارئ،مما يجعله وسيلة فعالة لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية.ولا يقتصر على السياسة فقط،بل يتناول أيضًا المشاعر الإنسانية مثل الحزن،الألم،الحنين،والأمل..،مما يجعل قصائدها قريبة من القلب ومؤثرة في الوجدان.
هذا،وتتميز لغتها بالجزالة وقوة التعبير،مع مزج بين العمق الفلسفي والبساطة العاطفية.فهي تدمج بين الروح الثورية واللمسات الجمالية التي تجعل قصائدها مؤثرة وسهلة الانتشار.
تستخدم الشاعرة الأستاذة عزيزة بشير رمزية قوية في وصفها للمكان والإنسان،مثل تشبيه غزة بالعروس والعزة،واستخدام مفردات مثل “النار”، “الدم”، “التراب”.. لتعزيز فكرة المقاومة والصمود..
تحظى الأستاذة عزيزة بشير بتقدير كبير في الأوساط الأدبية العربية،حيث يصفها النقاد بأنها “شاعرة تكتب بحبر الروح ودم القصيدة” .
· يعتبر نقاد كثر،أن شعرها يجسد الهوية الثقافية الفلسطينية المقاومة،ويحمل رسالة أمل وإصرار على التحرر..
تقيم بالإمارات العربية المتحدة،وتؤسس لغد مشرق يومض فيه النصر في سماء فلسطين،حيث ستعود كل ” الطيور المهاجرة إلى أوكارها”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى