د.فيروزالولي تكتب:الجمهورية الزبيدية المتحدة: حلم الزبيدي ونكسة الدستور!

في تطور ثوري لا يقل درامية عن سقوط غرناطة أو إعلان استقلال كتالونيا، خرج علينا اليوم اللواء عيدروس الزبيدي، العضو في مجلس القيادة الرئاسي اليمني، معلناً ولادة ما أسماه “الجمهورية الزبيدية المتحدة”، تيمناً بحلمه الطفولي الذي ظل مؤجلاً منذ أن خسر منتخب الضالع بطولة الحارات عام 1998!
ولأن الرئيس الدكتور رشاد العليمي – الذي أصبح مؤخراً خبيراً في الجغرافيا السياسية التعزية – قد سبق الزبيدي بتحويل “المجلس الرئاسي” إلى نادي مشجعين لمحافظة تعز، فقد قرر الزبيدي ألا يبقى خلف الركب، فحوّل هو الآخر اليمن إلى ما يشبه “اتحاد الجمهوريات الجنوبية المستقلة”، على طريقة ستالين لكن بـ”مداعة” و”جلابية”.
هل الجمهورية الزبيدية شرعية؟ لنحتكم للدستور… إن وجدناه!
في دستور الجمهورية اليمنية (المنسي منذ زمن ما قبل الإنترنت)، لا يوجد أي بند يسمح بتحويل الدولة إلى إقطاعيات قبلية أو جمهوريات طائفية أو مناطقية.
المادة (1): “الجمهورية اليمنية دولة مستقلة ذات سيادة، وهي وحدة لا تتجزأ…”
ويا سبحان الله، لم يرد فيها “جمهورية تعزية”، ولا “زبيدية”، ولا حتى “عليميّة”! فهل أخطأ واضعو الدستور؟ أم أن التحديثات ستصدر في شكل “دستور مزاجي كل يوم حسب الرغبة السياسية”؟
كوميديا الواقع: من مجلس رئاسي إلى فرقة مسرحية
تخيل أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني قد تحول فعلياً إلى نسخة محدثة من مسرحية “مدرسة المشاغبين”، ولكن مع فارق بسيط: لا يوجد ناظر يضبط الفوضى، والطلاب جميعهم يريدون أن يكونوا مدير المدرسة.
العليمي: رئيس “تعز الكبرى”.
الزبيدي: رئيس “جمهورية الضالع الزبيدية”.
طارق صالح؟ في الطريق لإعلان “إمبراطورية الساحل الغربي”.
عثمان مجلي؟ يخطط لتحرير “الجمهورية الصعدة الميثاقية”.
لماذا لا؟ كلهم “أعضاء” في مجلس واحد، لكن كل منهم يجر اللحاف إلى قريته!
المراجع الدستورية والقانونية – لمن لا يزال يقرأ القوانين:
1. الدستور اليمني (1994 وتعديلاته 2001):
يؤكد على وحدة الأراضي اليمنية، ويحظر أي دعوات انفصالية.
2. قرارات مجلس الأمن 2216 و2140:
تؤكد دعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وتدين أي محاولات للانفصال أو تفتيت الدولة.
3. اتفاق الرياض (2019):
نص بوضوح على ضرورة دمج المكونات الجنوبية في إطار الدولة اليمنية، وليس العكس.
أين الشعب من كل هذا؟
الشعب اليمني المسكين، الذي يعيش بين ريال ينهار، ودبة غاز تُنهب، ومرتب مفقود منذ عهد حمير، ينظر إلى هذه المسرحية السياسية بسؤال بسيط:
“يعني إحنا بنحارب الحوثي علشان نطلع من ولاية الفقيه، وندخل في ولاية الزبيدي؟!”
هل استبدلنا المذهب بالمحافظة، والدولة بالمنطقة، والمشروع الوطني بالمشروع الشخصي؟
لخلاصة: الجمهورية الزبيدية… تصلح كمسلسل رمضاني، لا كدولة!
أيها السادة في “المجلس المسرحي القيادي”… عفواً، الرئاسي:
إن كنتم عاجزين عن إدارة دولة بحجم اليمن، فلا تحولوها إلى سلسلة مناطق نفوذ على طريقة “Game of Thrones” بنكهة القات!
وإذا أصر الزبيدي على إقامة “الجمهورية الزبيدية”، فنقترح عليه ما يلي:
العلم: صورة الزبيدي وهو يقسم القسم أمام مرآته.
النشيد الوطني: مقطع صوتي من تسجيل قديم له يقول فيه “أنا الزبيدي وهذا زبيديّ!”
العملة: أوراق مطبوعة بخط اليد عليها “كفالة إماراتية”.
—
مراجع:
دستور الجمهورية اليمنية: https://yemen-nic.info/db/laws_ye/detail.php?ID=11712
اتفاق الرياض: مركز الملك سلمان للإغاثة
قرارات مجلس الأمن حول اليمن: UN Resolutions 2216 & 2140
—
والسؤال الأهم الآن: متى يخرج بقية أعضاء المجلس ليعلنوا جمهورياتهم؟
لعلنا سنسمع قريباً عن “جمهورية الزبالة الديمقراطية” و”إمارة شبوة الكونفدرالية”، وربما “سلطنة مأرب النووية”!
إلى أن يحين ذلك… نكتفي بالضحك، فقد فقدنا البكاء!