كتاب وشعراء

نبوءة الليل المُمَزّق/للشاعر المصري أحمد نصر الله

نبوءة الليل الممزق

على ضفافِ أغنيةٍ
من نارٍ ودموعٍ،
أغنيةٍ لا تُشبهُ شيئاً
سوى نكهةِ الصمتِ
المثقَلِ بأنفاسِ الوهمِ،
ولغةِ البحّارةِ الضائعينَ
تحتَ مطارقِ وجعٍ
مزّق خرائطَ آذارَ.

موصومٌ بمحبتِكِ،
كشمسٍ هائلةٍ
ابتلعتها أبجديةٌ عارية،
تتمخّضُ عن لعنةٍ
تحملُ في جِعابِها
سحرَ ابتسامتِكِ،
الماضيةُ في رحلتِها
دونَ التفاتٍ
إلى دمِ الضوءِ المراقِ
تحتَ قدميها.

فيما قلبي المسكينُ
يحترقُ بلهفةٍ ثكلى،
تجرّ مدنهُ الممزقةَ،
المسكونةَ بالأشباحِ والجليدِ،
إلى سرابٍ منفيٍّ
في قاعِ هذيانٍ كفيفٍ.

ووجهُكِ،
المندسّ بينَ كلماتي،
يطلُّ كربيعٍ منزوعِ الجناح،
يحملُ بوصلةً مهترئةً
وطعنةً بلا عنوانٍ.

بينما شظايا صوتِكِ
تتناثرُ كرمادِ عبيرٍ آفِل،
لا تتركُ للنهرِ كتفًا
يمارسُ عليه جنونَهُ الحميمَ،
فتصيرُ الضفافُ غريبةً،
كأنها تنتظرُ قيامةً مؤجلة.

فلا شيءَ
أمامَ نبوءةِ أيلولِ اليتيمةِ،
سوى حلمٍ كسولٍ
يتهجّى اسمَكِ
كموتٍ أخيرٍ
أضاعَ المرفأَ
في سراديبِه العميقةِ،
وترَكني واقفاً
على عتبةِ تيه ساخر ،
أعدُّ أنفاسَ الضبابِ
كأنها آخرُ وصايا البحر.

وأنا،
كالريحِ ممسوسٌ
برائحةِ أمواجِكِ،
المسكونةِ بالمجهولِ،
المسوّرةِ بالغيابِ،
الضائعةِ في احتمالاتٍ بلا ضفاف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى