فيس وتويتر

فراج إسماعيل يكتب :ما وراء وصف السيسي لها بالعدو

إسرائيل تخاطر بجبهة طولها 206 كيلو مترات

في مقال مشترك في موقع فورين بوليسي الأمريكي حذر السفير الإسرائيلي الأسبق مايكل هراري والخبير الأمريكي جابريل ميتشل من فقدان مصر وتحولها إلى “عدو” على طول “206” كيلو مترات، تمثل الحدود بين فلسطين المحتلة (إسرائيل) وبين الأراضي المصرية.
نستعرض فيما يلي أهم محاور المقال :
– تقويض اتفاقيات كامب ديفيد يُهدد بإعادة حالة من عدم اليقين الاستراتيجي إلى حدود (إسرائيل) الجنوبية، وهو عبء لا داعي له يُضاف إلى قائمة مسؤوليات الجيش الإسرائيلي الواسعة.
– تُراقب الدول العربية التي تُفكّر في التطبيع مع إسرائيل، وأبرزها المملكة العربية السعودية، عن كثب كيفية تعامل إسرائيل مع شركائها الإقليميين الحاليين. إذا تدهورت العلاقات مع مصر أكثر، سيستنتج آخرون أن الالتزامات الإسرائيلية غير موثوقة.
– خلال ما يقرب من عامين منذ بدء الحرب، أدت القرارات الإسرائيلية إلى توتر العلاقات الثنائية مع القاهرة. هذا الاحتكاك المتزايد لا يُعرّض للخطر ركيزة من ركائز الأمن الإقليمي لإسرائيل فحسب، بل يُقوّض أيضًا موقعها الاستراتيجي الأوسع في الشرق الأوسط.
– قبل عمليتها العسكرية في مدينة غ ز ة، يجب على إسرائيل إعادة تقييم نهجها تجاه مصر قبل أن تُلحق ضررًا دائمًا بسلام بارد ولكنه فعال.
– التهجير القسري للفلسطينيين خط أحمر بالنسبة لمصر لا يجب تجاوزه. ترويج إسرائيل المستمر لـ”الهجرة الطوعية” إلى جانب خطة إدارة ترامب “ريفييرا” لا يعتبر فقط غير مُبالٍ، بل أيضًا استفزاز مُتعمّد يُهدد استقرار مصر. وليس من قبيل المصادفة أن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد خلال ولاية ترامب الثانية.
خطأ تاريخي
– السلام مع مصر ليس ترفًا ولا إرثًا تاريخيًا، بل أساسا لأمن إسرائيل. التفريط فيه سيكون خطأً تاريخيًا.
– إذا خفضت مصر تعاونها الأمني، ستفقد إسرائيل عمقها الإستراتيجي في الجنوب.
على إسرائيل إعادة ضبط سياستها مع مصر (وقف الضغط على غ ز ة، ضمان التعاون الأمني، حماية صفقة الغاز، تمكين دور الوساطة المصري).
– على واشنطن، وأوروبا، والعرب دعم القاهرة وتبني خطتها لليوم التالي في غ ز ة.
السيطرة الإسرائيلية على معبر رفح وممر فيلادلفيا فجرت أزمة غير مسبوقة، رأت فيها القاهرة خرقًا لكامب ديفيد.
الممر الاقتصادي البديل
‎تشعر مصر بالقلق أيضاً بشأن تأثير الممر الاقتصادي المقترح بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، والذي قد يترك مصر في وضع صعب من خلال إنشاء طرق تجارية إقليمية بديلة عبر إسرائيل والأردن
‎أدى استيلاء إسرائيل عسكريًا على معبر رفح –
الحدودي بين مصر وغزة في مايو 2024، واستمرار عملياتها على طول ممر فيلادلفيا، إلى نشوء بعضٍ من أشد الأزمات حدةً في العلاقات منذ عقود.
‎من وجهة نظر القاهرة، انتهكت هذه الخطوات بنود اتفاقية كامب ديفيد، وتحدّت السيادة المصرية في سيناء.
– معاهدة السلام وفرت لإسرائيل 40 عامًا من الاستقرار على جبهة الجنوب، ومكّنتها من التركيز على إيران والحزب اللبناني. المساس بها سيعيد عدم اليقين الإستراتيجي.
– كان للوساطة الأمريكية دورٌ حاسمٌ في ضمان بقاء قنوات التواصل بين المسؤولين الإسرائيليين والمصريين.
‎في الآونة الأخيرة، ومع اقترابها من عملية
عسكرية شاملة في مدينة غ ز ة، ألمحت إسرائيل إلى تهديد علاقاتها الاقتصادية مع مصر كوسيلة لتأمين تعاون القاهرة. وأفادت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين يعتزمان مراجعة اتفاقية تصدير الغاز الطبيعي بقيمة 35 مليار دولار، التي وُقعت مؤخرًا مع مصر من قِبل الشركاء في حقل ليفياثان للغاز في البحر الأبيض المتوسط ​​(بما في ذلك شركة شيفرون الأمريكية العملاقة). ووفقًا لصحيفة “إسرائيل اليوم”، حدث ذلك “على خلفية تقارير إعلامية تفيد بانتهاك مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل”. وتعكس هذه التصريحات توجهًا أوسع نطاقًا لدى كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين يُشككون بشكل متزايد في موثوقية مصر كشريك والتزامها باتفاقيات كامب ديفيد.
ركيزة الأمن الإسرائيلي
‎تُهدد هذه الإجراءات بدفع علاقات إسرائيل المتوترة أصلاً مع مصر إلى حالة من الانهيار التام، مما يُعرّض للخطر ركيزةَ هيكل الأمن الإقليمي الإسرائيلي بأكمله.
– حقلا الغاز الطبيعي ليفياثان وتمار هما في الواقع أصول استراتيجية تربط إسرائيل ليس فقط بمصر، بل أيضًا بأسواق الطاقة الإقليمية. إذا نجحت مصر في تنويع مصادرها بعيدًا عن الغاز الإسرائيلي، فستخسر إسرائيل عائداتها الاقتصادية وتواصلها الإقليمي.
‎عزل القاهرة
‎من شأنه أن يضعف قدرة إسرائيل على النجاح في المفاوضات المستقبلية بشأن التطبيع.
– في خضم تقلبات الحرب، تمكنت مصر من الموازنة بين تعاونها الاقتصادي والأمني ​​مع إسرائيل من جهة، ومعارضتها للسياسة الإسرائيلية من جهة أخرى. ربما يكون هذا أكبر دليل على أن مصر ترى مصيرها مرتبطًا باتفاقيات كامب ديفيد وتخشى انهيارها.
– البديل مقلق. لو أرادت مصر حقًا الإضرار بمصالح الأمن القومي الإسرائيلي دون إثارة قلق دولي، لكانت ببساطة قد خففت من تعاونها الأمني ​​مع إسرائيل. هذا من شأنه أن يضر بالعمق الاستراتيجي لإسرائيل على جبهتها الجنوبية، ويعرض حدودها الممتدة على طول 206 كيلومترات (128 ميلًا) مع مصر لتهديدات محتملة.
– لا تزال معاهدة السلام قائمة، لكن النسيج الذي دعم اتفاقيات كامب ديفيد منذ عام 1979 آخذ في التآكل، وهناك غياب للثقة المتبادلة.
ماذا إذا بالغت إسرائيل في الضغط؟
لن تُخاطر بالعلاقات الثنائية فحسب، بل ستضر أيضًا بالنظام المصري. بدلًا من ذلك، تحتاج إسرائيل إلى إعادة تقييم موقفها: التوقف عن الضغط على مصر بشأن التهجير، والتوصل إلى شروط متفق عليها بشأن السيطرة الأمنية على طول الحدود بين مصر وغ ز ة، وحماية التعاون في مجال الطاقة، وتعزيز دور الوساطة المستمر لمصر بدلًا من تقويضه.
– إعادة بناء الثقة مع القاهرة ستوصل رسالة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى بأن إسرائيل قادرة على التنازل وضبط النفس.
– على الولايات المتحدة إرسال إشارات دعم واضحة للنظام المصري. ويشمل أيضاً الابتعاد عن وهم “ريفييرا غ ز ة”، والتعامل بجدية مع خطة “اليوم التالي” التي اقترحتها مصر، والسعي إلى بذل جهود سرية لسد الفجوات الأمنية بين إسرائيل ومصر.
– سلام إسرائيل مع مصر ليس من مخلفات الماضي، بل هو ركيزة حيوية ومتطورة في أمن إسرائيل الإقليمي. فالعلاقات القوية مع مصر تُعزز اقتصاد إسرائيل، وتُخفف من عزلتها الدبلوماسية، وتُعزز دفاعها. وسيكون إهدار هذه العلاقات خطأً تاريخياً.
خلفية كاتبا المقال:
مايكل هراري (Michael Harari) دبلوماسي إسرائيلي متقاعد، شغل مناصب دبلوماسية في إسرائيل، مصر، بريطانيا، وقبرص.
هذا يعطيه خبرة مباشرة في العلاقات المصرية–الإسرائيلية، ويجعل مساهمته في المقال مرتبطة بالذاكرة الدبلوماسية لكامب ديفيد وما بعدها.
جابريل ميتشل (Gabriel Mitchell):
• خبير أمريكي.. زميل سياسات أول في معهد متفيم الإسرائيلي (Mitvim Institute)، وهو مركز أبحاث مختص بالسياسة الخارجية الإسرائيلية.
• زميل زائر في الصندوق الألماني مارشال (German Marshall Fund)، مؤسسة أميركية–أوروبية مؤثرة في السياسة عبر الأطلسي.
. مدير المبادرات الإستراتيجية في جامعة نوتردام – فرع القدس (Notre Dame Jerusalem).
ميتشل هنا يلعب دور “الجسر” بين الأوساط البحثية الأميركية والأوروبية وبين الساحة الإسرائيلية، ما يجعل مساهمته في المقال موجهة ليس فقط للإسرائيليين بل أيضًا للقراء الغربيين وصناع القرار في واشنطن وبروكسل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى