تغطّشت عين عمر…بقلم هادية السالمي

ذهل لقمان لِمَا رأى
و بالصّمت تصلّب و ما اشتفى
ألقى على أرصفة الحلم وصاياه
و ما آواه المدى
لا وشم في المدى لأيّ مدن
فيها تقرّى و تدبّر…
سقط منّي معطفي _ قال _
و أُشْرِبْتُ كؤوس الريح و الأسى
مدائني الّتي رتقت ضلعها في مقلة الشمس
بأضلعي
تحتحتت من تحت أظفاري نعناعا
على موائد الضّنى…
في عطفة نائية
قد دعّني إنليل
و التفّ على النّهى
في الشطآن و الحدائق، رسا الدّجى
و في النّهور و القرى.
انعقدت أ لسنة الرّمان
في أكفّ وقواق تمكّن…
و غرّدت له الشحارير
أطنبت عطاء و تناوبت…
تجاسر الوقواق،
احتطب في الجسور،
استكفّ ريحها.
و في المدائن
تأذّن بجوع و خراب و مقاصل…
اختلج النهار
انعطف ناحية بئر تتهدّمُ.
لا ماء في البئر و لا قميص أنتظر منها
كي أبصر…
أفتقد اليوم حفيف ثوب أيّوب على عصايَ
كي أرى .
منّي تفرّ لغتي
و تتهدّم جسوري و الأماكن.
نسيتُ ما رتقتُ من عشب تخمّر
على الطين الْتَكَسَّرَ.
و أَحْصَبَتْ عنّي المرايا ، كلّها
و صدَّعَ الحَصَبُ معصمي…
يا أيّها النّجم الْغَفَا !
هلاّ رددتَ لغتي و ريح إبرتي؟؟؟
و بهما أَرْتُقُ عين عمر الْتَغَطّشَتْ
لَمَّا تَفَحَّمَتْ…