كتاب وشعراء

عـازف الناي…..بقلم محمد خالد النبالي

يـا عـازِفَ الـنَّـاي تَمَهَّـلْ ،
فـثُـقُـوبُ الـنَّـاي تـزدادُ اتـِّساعًا
إِذ شِـدَّةُ الـعَـزْفِ قَـد أرْهَـقَتْ
أوْتـَارَهْ
وهَا هُنَا في قلبي رَنـَّةٌ مِنْ أسَى
فمَنْ يـُسْعِفُ رأسِيَ المسْكُونَ
بمَعـزُوفةِ عُمْـرٍ لا تَمَـلُّ مِنَ
الضَّجيج ؟
ومَنْ يـُداوِي جِـرَاحَ دَمٍ
بالـتُّـرابِ
وأنـا الَّـذِي قَـد خَـارَتْ
قُـوَى جَسَـدِي ورُوحي ؟
أيا وطـنًا شبَابـُهُ قَـد تـَوَارَى
تحـتَ ظِـلِّ الـثَّـرَى
هلْ يـُـكَـفْـكِفُ مِـنْ غُـلْـواءِ
آلامِ الخطيئـةِ ضَوْءُ دَمْعٍ مُعلَّقٍ
بَينَمَا يا نـَاي عُـمْـرِي ، صَـوْتُ المِـزْمَـارِ
قَـد مَـزَّقَ شَـفَتَيَّ ؟
وها هيَ الـقُـلُـوبُ تـُعَـانِي الـتَّـصَحُّـرَ ،
والغَـيْثُ لا يَـفْـتَـرُ مِنْ حُـضُورٍ
عِـنْـدَ غَـيْـرِ أناي !
دُنيا المَـعَـازِفِ لا تَحْـرِقُ غَـيْـرَ
السَّامِعِين
وأنـا أُشعِـلُ السِّيجارَ لأحْـرِقَ
نفسِي التِي تَجلَّتْ رَمَـادًا مِنْ
قَبلِ الحَـريقْ
وها أنا أُوَقِّعُ المكَاتِـيبَ بمِـدَادِ
مِحْـبَرَةٍ مِنْ دَمِي
أيـُّها الرَّاحلونَ على جنَاحِ
الرِّيحِ جِـهَـةَ الغَائِبينَ ،
بلِّـغُوا سلامِي ، لِنَجْمٍ ،
كَانَ هَا هُنَا ،
في ذاتِ يـومٍ ،
لكِـنَّـهُ الآن يجلسُ في صَمْتٍ
خَـلْـفَ الغَـيْمِ الأسْـوَدْ
قُـولُوا لَـهُ :
إِنَّ إِطارَاتِ تصَاويرِكَ لَم
تَـزَلْ تَحـتَـفِظُ بالمَـلامِحِ
لـتُصبحَ خـالِـدَةً بجُـدرَانِ
قلبي .
فمَتَى أيـُّها النَّجْمُ ، متَى ،
متَى تكْسِرُ عِيدَانَ نَعْشٍ
سَرْمَدِيِّ الجَمَـال
لتكُونَ الصَّلاةُ الأخيرَةُ ، ، ،
حَطَـبًا ، لِنِيـرَانِ أشْعَارِي ؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى