حدث ذات مساء……قصه قصيره بقلم ايمن الخراط

باعتباره عجوز المدينة الباقى ،من جيل ذهب معظمه ورحل دون عوده ، جاءوه مجتمعين عندما فرش المغيب عباءته على عشب حديقة منزله الصغير الواقع على حدود المدينة.
تعجب العجوز من حضورهم مجتمعين لأول مرة، منذ أن هجر المدينه الى حدودها واكتفى برعاية الحديقة وزهورها، وحدث نفسه همسا ..هل جاءوا ليسألوه عن حال المدينة بعد أن سكنتها الطاويط وعاثت فيها فسادا وخرابا.؟ أم حضروا ليستفسروا عمن تنافسوا فى حصولها على المركز الاول في بيع الذمم والضمائر وأجساد النساء ، علي أية حال الآن سوف ينجلي الأمر
وقف أكثرهم طولآ وحجما وبصوت جهير قال:
-أيها العجوز أفتنا في رجل ظهر ذات مساء، أخذ طريقه للنهر وعلي ضفته، تحت شجرة بوانسيانا أخرج من جراب جلدي ألة موسيقية، أخذ يهز أوتارها ويغني.
يبتسم العجوز، يهز رأسه ملتزما الصمت، مع دخول المساء يترك زواره حائرين دون اجابه، يأخذ طريقه ببطء وسط زهو رحديقته متجها نحو الداخل، تاركا بابه مواربا متسللا منه الضوء، بعد لحظات يسمع الجالسون أوتارا تهتز وصوتا يغني .