كتاب وشعراء

مواقد الغجر…..بقلم ساميه محمد

مواقد الغجر
آيتكِ يا صحراء،
أن لا تؤمني بقوة الرصاصة،
حين تحاول تمزيق أنسجة الوقت
ولا بلياليه الموبوءة
التي تكسو وجه التاريخ بالعتمة.
آيتكِ أن تعرفي،
أن العوسج مهما توغل في عروقك
لا يقوى على الإمساك بانسياب الرمل
ذلك الرمل الذي يعرف معنى الحرية
أكثر من كل جيوش الأرض.
يا معبد العطش،
يا براح الروح،
كم تضحك مواقد الغجر في حضنك
تشعل من الشرر لحنًا،
ومن الرماد حكاية،
ومن الترحال وطنًا لا يشيخ.
لا زلتُ أؤمن،
أن القحط لن ينال من مناهل قصائدك،
وأن الغياب، مهما اشتدّ سواده،
لن يغتال تباريح القصائد،
فالكلمات مثل السراب،
تتوارى حينًا،
لكنها تعود لتروينا من بئرٍ لا يجفّ.
أؤمن أن الحرف،
حين يولد من رحم الألم،
يصير أعتى من السيوف،
وأعذب من نداوة الفجر.
وأؤمن أن القصيدة،
حين تُسكنها الصحراء،
تصير قافلة من نارٍ وضوء،
لا يوقفها ليلٌ،
ولا يخمدها موت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى