كأنها حكاية ……بقلم أكرم صالح الجسين

جبهتك
الباردة كالجحيم
المتوهجة كشمس
أعلنت رأسك الصغير وطناً،
المسافة الآن
جرح يستتر بوجعك
يمضغ أحلام طفولتكِ
سقطت أقنعة العالم
تلاشت أروقة الفجر
حين سقطتِ
كراية لا تعرف الألوان،
في غزة
يقتحم الليل قلوب الأطفال
يجدد همجية القاتل
يفتح باباً من آلام الفقراء،
اللقمة مالحة
كرماد الأبنية،
أتمدد تحت سماء تبكي
آلاف الأسنان اللبنية!
يرتجف الخوف
يحاول أن يصرخ
أن يرجع صوت سلاسل وطن
لا يعرف كيف
يعانق عزلة هذا الوقت،
اليوم غداً
وغداً يحتاج الملح
يحتاج الخبز
وما أدراك؟
أبتسم بوجه الغيم
أسأله مطراً
أرجوه ليسكب فوق يديَّ الإثم
علّ القهر !
يسكتُ صرختيَّ الهوجاء،
أنا منذ الأمس
أحاول لملمة الأنباء
عن خمس سنين أو أصغر
لفظتها شاشات العهر،
أقايض أنفاسي بزجاجة ماء
لأغسل عار الحلم هناك،
أمدّ قصائديَّ المكسورة وأبكي
زمناً يغتال الحنطة
يدفنُ أحلاماً لم تولد،
أنهيتُ حكاية حرية
من حرية؟
طفلة غزة
ضاعت في دهليز الموت
قبل أن تبدأ القلوب بالتكبير….