كتاب وشعراء

الخريف…بقلم د. مصطفي عبد المؤمن

رغمَ أني أودّعُ صيفًا أعشقهُ،
بِضحكاتهِ، ودفئه، وضوءِ النهارْ،
أستقبلكَ، يا خريفُ، بشغفِ انتظارْ،
كأنك بدءُ الحكاية،
كأنك نُضجُ المسارْ.
معك أتعلمُ فنَّ التخلي،
عن كلِّ ما أثقلَ القلبَ،
عن لحظاتٍ عالقةٍ
بينَ الحنينِ… والغيابْ.
أتعلمُ أن أتركَ الألمَ الذي مضى،
كأوراقِ شجرٍ سقطتْ،
واحتضنها الترابْ.
فأنتَ، يا خريف،
لستَ عابرًا كباقي الفصولْ،
أنتَ مطرٌ يغسلُ الأرواحْ،
أنتَ ريحٌ تُبعثرُ أوجاعنا،
تُطيّرها… دونَ رجوعْ.
في غيابِ شمسِكَ،
يولدُ فينا الضياءْ،
وفي صمتِكَ،
ينبتُ فينا الرجاءْ.
أنتَ لحظةُ انطلاق،
لحظةُ شفاءْ،
لحظةُ ميلادٍ جديد،
حينَ نُدركُ أن في السكونِ حياةْ…
وفي السقوطِ نُضجٌ،
وفي النهايةِ… بداياتْ…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى