فراج إسماعيل يكتب :منح ترامب دولة قطر ضمانات أمنية غير مسبوقة

منح ترامب دولة قطر ضمانات أمنية غير مسبوقة. وقّع يوم الاثنين أمرًا تنفيذيًا يمنحها ضمانة أمنية أمريكية بشروط مماثلة للمادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفقًا لنص الأمر الذي نشره البيت الأبيض.
تُعدّ هذه اتفاقية أمنية غير مسبوقة بين الولايات المتحدة ودولة عربية، وتنصّ على أن الولايات المتحدة ستتعامل مع أي “هجوم مسلح” على قطر “كتهديد لسلام وأمن الولايات المتحدة” وسترد عليه وفقًا لذلك.
علق موقع أكسيوس بأن الضمان الأمني الأمريكي المُحسّن يعد جزءًا من “التعويض” لقطر عن الغارة الإسرائيلية الفاشلة ضد مسؤولي Hماس في الدوحة قبل ثلاثة أسابيع.
ولأنه صدر بموجب أمر تنفيذي، فإن هذا الضمان الأمني أقل إلزامًا من معاهدة الدفاع المشترك التي أقرّها مجلس الشيوخ.
الأمر المثير للاهتمام أنه وُقّع يوم الاثنين، في نفس اليوم الذي زار فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيت الأبيض، ولكن لم يُعلن عنه إلا بعد أيام.
نصّ الأمر التنفيذي: “في ضوء التهديدات المستمرة التي بشكّلها عدوان خارجي على دولة قطر، فإنّ سياسة الولايات المتحدة هي ضمان أمن دولة قطر وسلامة أراضيها من أيّ هجوم خارجي”.
“في حال وقوع هجوم مستقبلي على قطر، “ستتخذ الولايات المتحدة جميع التدابير القانونية والمناسبة – بما في ذلك التدابير الدبلوماسية والاقتصادية، وإذا لزم الأمر، العسكرية – للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة ودولة قطر، ولإعادة السلام والاستقرار”.
وينصّ أيضا على أنّ القادة العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين “سيحافظون على تخطيط مشترك للطوارئ مع دولة قطر لضمان ردّ سريع ومنسّق على أيّ عدوان خارجي ضدّ دولة قطر”.
“تُظهر الخطوة الأمريكية كيف تمكّنت قطر من استغلال الأزمة لعزل إسرائيل وتحقيق اختراق استراتيجي لم تُحقّقه أيّ دولة عربية أخرى. تحت ضغط ترامب، اضطرّ نتنياهو إلى الاعتذار لقطر سرّاً وعلناً عن الضربة، وهي إذلال سياسيّ كبير” حسب تقرير أكسيوس.
استغل مستشارو ترامب أيضًا الأزمة الإسرائيلية القطرية لدفع نتنياهو إلى قبول خطة لإنهاء الحرب في Gزة لأول مرة منذ هجمات في 7 أكتوبر.
كان العديد من الدول العربية، وأبرزها المملكة العربية السعودية، طلبت على مر السنين ضمانات أمنية كهذه من الولايات المتحدة، لكن طلباتها قوبلت بالرفض.
قال مسؤول أمريكي سابق: “اعتقدت السعودية أن إبرام اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة يتطلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل. أما قطر، فقد نجحت في إبرام اتفاقية دفاع جزئية مع الولايات المتحدة بعد تعرضها لهجوم إسرائيلي”.
في غضون ذلك، يحاول نتنياهو وصديقه المقرب رون ديرمر منذ سنوات إبرام اتفاقية دفاع مع واشنطن. لكن بدلًا من ذلك، أدت الضربة الإسرائيلية على الدوحة إلى إبرام اتفاقية دفاع بين الولايات المتحدة وقطر.
في بداية ولاية ترامب الأولى، وجدت قطر نفسها محاصرة من قبل جيرانها الخليجيين، وتواجه اتهامات متزايدة في الولايات المتحدة بتمويل الإرهاب. مع نهاية ولاية ترامب الأولى، نجح القطريون في رفع الحصار والتقرب بشكل كبير من البيت الأبيض. وخلال إدارة بايدن وحتى عهد ترامب الثاني، أصبحت قطر أقرب حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد إسرائيل.