السفير أيمن زين الدين يكتب :الفكرة وراء إصرار القائمين على اسطول الصمود على الاستمرار رغم تهديدات إسرائيل

تسعى اسرائيل منذ تأسيسها على ان تحيا حياة أثينا وفى نفس الوقت تحقق مكاسب سبارتا (أو “أسبرطة “) فى تاريخ اليونان القديم، بمعنى ان تعيش حياة الرخاء والثقافة الانفتاح كما عاشت أثينا، وفى نفس الوقت تكون قوة عسكرية مهيمنة يخافها الجميع، فتحصل بذلك على ما يشبع أطماعها كما كانت سبارتا….
المعضلة هى أن هذا لا يتحقق إلا إذا لم تكن إسرائيل تواجه مقاومة، تفرض عليها تحمل أعباء العسكرة الهائلة فى مواجهة جيرانها وباقى القوى غير القابلة لاطماعها، كما هو متوقع لمن يطلب حياة سبارتا، وتجعلها ترتكب من الأفعال ما يفقدها قيمتها الأخلاقية ومكانتها الدولية بل ويضعها فى موضع الدولة المارقة المنبوذة المحاصرة المقاطعة…..
بعبارة أخرى، فإن السبيل الوحيد لتحميل إسرائيل تكلفة أطماعها هو مقاومتها، لإجبارها على كشف وجهها الحقيقى، وهذا هو ما حققته عملية 7 أكتوبر التى وصلت بإسرائيل إلى أدنى مكانة فى تاريخها، وهذا ما يسعى إليه القائمون على أسطول الحرية…. وهذا تحديداً ما تحرص عليه خطة ترمب: حماية إسرائيل من المقاومة، وتحميل أطراف أخرى مسئولية ذلك، حتى لا تلوث إسرائيل أيديها بهذه المهام…..
الخلاصة هى أنه إذا أرادت إسرائيل أن يكون لديها أطماع سبارتا، فعليها تحمل ثمن أن تكون سبارتا، وإذا أرادت أن تحيا حياة أثينا، فعليها أن تتنازل عن أطماع سبارتا، وتقبل التعايش مع الجيران، لكن لا يمكن لها أن تجمع بين الاثنين….