تيسير عبد يكتب : الإمارة القطرية الولاية رقم 51 من الولايات الامريكية

لن نبالغ لو قلنا ان هذا اليوم التاريخي. الأول من اكتوبر. هو يوم استقلال قطر الحقيقي. وليس الثامن عشر من ديسمبر الذي تحتفل فيه من كل عام .
هذا اليوم الذي أصبحت فيه الإمارة القطرية الولاية رقم 51 من الولايات الامريكية باتفاقية دفاع مشترك. كم كانت بحاجة إلى مثل هذه الاتفاقية الامريكية التي تحميها من جيرانها عام 2017 حين استنجدت بالاتراك وغير الاتراك خوفا وذعرا وعاشت عزلتها.
الاتفاقية التي اعلنتها إدارة ترامب اليوم. واعتبرت فيها ان اي اعتداء على قطر هو اعتداء على السيادة الأمريكية. لم تحظ بها اي دولة عربية من قبل لا السعودية ولا حتى إسرائيل. وهي ضمانات أمنية أمريكية بشروط مماثلة للمادة 5 من ميثاق حلف شمال الأطلسي (الناتو)،
الصحافة الإسرائيلية تهاجم نتنياهو الآن على خطئه في قصف الدوحة الذي لم يحقق هدفه فيها. وأدى إلى تمتع قطر بهذه الحصانة الأمريكية. ويخشون ان تصبح ملاذا آمنا لقيادات خمااش. يتحركون فيها بأمان وحرية. ولا يستطيعون الوصول إليهم او التعرض لهم. فيكونوا هم الفائزين الحقيقيين من الاتفاقية بعد ان كانوا يشعرون بالخوف وان لا دولة تقبلهم.
مصالح ترامب الآنية التي تؤدي فيها الدوحة مناسك الطاعة والولاء كأداة في منطقة الشرق الاوسط. بالإضافة إلى اهمية قاعدة العديد العسكرية. تستوجب عليه ان يمنح قطر هذه المكانة حين خشي عليها من عدوانية نتنياهو. لكن اهداف الاحتلال الطويلة والبعيدة المدى لن تقبل ان تبقى قطر محصنة في الوقت الذي تحتضن فيه من تعتبرهم مشاركين في هجوم 7 اكتوبر. وحاولت استهدافهم بهذا المبرر.
على الأغلب ان هذه الاتفاقية لن تكون هي النهاية السعيدة لقطر. وستكون سيفا ذا حدين مسلطا عليها إن ارادت المحافظة على هذا الاستحقاق دون انتهاكه. إما ان تضغط في وقت قصير على قيادات خمااش لإجبارهم على الموافقة على الخطة. او تبعدهم عن اراضيها وتحرمهم من حصانتها الأمنية.
قيادات خمااش مهما بلغت حظوتهم ومكانتهم عند البلاط الأميري القطري. فلن يسمح لهم بإفساد هذا الإنجاز الاستثنائي. وسيتم التضحية بهم إن لم يوافقوا على الخطة التي وافقت عليها قطر. وطالبت بإنهاء خمااش. وتسليم سلاحها.