كتاب وشعراء

تَباريحُ السَرْمدِ/للمبدعة السورية الدكتورة مرشدة جاويش

#تَباريحُ #السَّرْمَدِ

​أَصعدتُ الرغبةَ عَريْشاً
يُظلِّلُ خيْبتي الأولى
وأوْعَزتُ لجمرِ الصَّمتِ
أنْ ينفضَ رمادَ الوهمِ
وينشقَّ بقلبي ألفُ أندلسٍ
وبستانُ ترياقٍ ومرجانِ
​هل اللغةُ الآنَ
إناءُ بُكاءٍ
لروحٍ ضلَّتِ التَّكوينَ؟
أو هيَ السُّؤالُ الجَلَدُ
الذي يقتاتُ
منْ عسلِ الأُمْنِية؟
​لا بل هيَ الرَّعشَةُ الأولى
لهذا الكِبرياءِ المُترفِ الباكي
سِفرُ العتابِ المُزْهِرِ في قُربِكَ
​أَتَذْكُرُ حينَ أَوْقَدْنَا
لهذا الشَّوقِ مِحراباً
على خاصرةِ اللَّيلِ
وكُنَّا في رؤى عُمقِنا
فيضَ إِدمانٍ
يُعمِّدُ فكرةَ الوَجدِ
ويَبني مَلْجأَ النُّورِ منَ الطُّوفانِ؟
​أنا مَن أسْرجَتْ خيلَ العِشقِ
لتَقطعَ رحلةَ الرَّفضِ
وتُدرِكَ أنَّني الوَحيدةُ
مَنْ يحملُ سِرَّكَ المخبوءَ في الشَّريانِ
​أنا الأرضُ التي
نَسِيَتْ جفافَ اليَبَسِ حينَ مَرَرْتَ
لتعرفَ أنَّ بعضَ الرَّحيلِ عودةٌ
وبعضَ الوِصالِ نُكرانُ
​أَتُرهِقُ حُلْمَنا
حِكمَةُ البُعدِ المُزَيَّفِ؟
أتَعْتبُ والهَوى فيْنا
بَقِيَّةُ جُرحٍ
يَنزِفُ الآنَ بَنَفْسَجاً
وشَمعُ نِهايةٍ يَخفُو؟
أَتُهدي لِغَيرِ عينيَّ
نَشْوةَ طَيْرِكَ الأعْلَى؟
وتتركُ لي رَمادَ البُؤْسِ والتَّخمينِ؟
​أُقسمُ بالسَّرْمَدِ النازفِ المُترَعِ
وبالبُرجِ الذي شادَتهُ وحدتُنا
أنِّي وإنْ قُلْتُ:
انفصامٌ في هَوى دَمِنا
فإنَّ أصابعي تَشتَاقُ
أَنْ تَكتُبَ فَصلَ مَجدِكَ في دَفاتِرِها
وأنْ تَقْطِفَ باللونِ الذي غابَ عنِ العَينِ
تَفسيراً لِرُوحِكَ
تحتَ لحاءِ الكِبريَاءِ الهائِمِ النَّشوانِ
​أنا لستُ امرأةً مِنْ نَصٍّ
ولستُ سَيِّدةَ الخَمرِ التي تَفْنَى
لأجلِ لَذاذةِ العابِرِ الفاني
أنا شاعِرةٌ
وعَصافيْري تَلُوحُ الآنَ
فوْقَ القمَّةِ البَيْضاءِ
تقتطِفُ بالتّيهِ المُقدَّسِ
عناقيدَ الليْلِ من شَجرِ الطُّوفانِ
​فهل تَرقى لغَتي
لِعمقِ الشَّوقِ الذي يَسمُو؟
وهلْ تَكْفي
هذهِ الرُّوحُ المُعْتَقةُ نزفاً؟
​لَا بَلْ…
هُوَ ذاكَ الوَجْدُ
الذي مَرَّ كَذِكْرى مِحْرابٍ
ويُعَمِّدُنا بالنَّزفِ الآنَ
​فَاللغةُ…
هيَ مَلْجَأُ النُّورِ
لِتَحمِلَ عِبءَ التَّكوينِ
منْ بُرجِ الوِصالِ النائمِ في القُربِ
​قبلَ أنْ يُدرِكَ الجناحُ
أنَّ السَّرْمَدَ ليسَ إلاَّ رَماداً
لِقصيدةٍ…
لم تُكْتَبْ بَعْدُ

#مرشدة #جاويش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى