كتاب وشعراء

د.محمود السماسيري يكتب :شيء من التأملات في فاتحة الكتاب(2)

– إن الفاتحة عندما تُذكر المؤمن في ركعات صلاته السبعة عشرة المفروضة في اليوم والليلة بأن ربه تعالى هو الرحمن الرحيم تمنح قلبه اطمئنانا يغمر حركته ما بين كل صلاة واختها ..إنها تقول له عليك أن تفعل ما في وسعك مهتديا بصراطه المستقيم ثم دع النتائج بعدها على ربك الرحمن الرحيم .. وأي اطمئنان ذاك الذي يسكن قلب المؤمن الذي له رب عظيم يقول له أنا ربك الرحمن الرحيم،؟ .. أنا رب كل العوالم التي تخشى أن ينالك شيء منها بضرر وأنا رب كل العوالم التي ترتجي منها نفعا … أنا الذي بيده مقاليد الأمور.. أنا ربك وسندك ومن كان ربه وسنده الرحمن الرحيم. أنّى له أن يخاف من شيء أو يجزع؟! وأنّى لك أن تجزع ولو قليلا.. وها أنا ذا أناديك لتأتي إليّ وتقف بين يدي في صلاتك مرات خمس في يومك وليلتك ليطمئن قلبك بقربي؟! .. آنت عبدي … وأنا ربك الذي خلقتك وقدرت وجودك في العالمين .. أنا المحمود .. أنا الرحمن الرحيم .. أنا مالك يوم الدين .. أنا الهادي والمعين ..فلتسعد لأني ربك و لتقر عينك يا عبدي في الدنيا قبل الآخرة.. لن أخذلك عندما تقف بين يدي وتطلب الهدى والعون مني.. فأنت ليس لك رب سواي فكيف لي أن أخذلك ؟!.. ولمن تلجأ إن خذلتك حينها ؟!.. فلتقترب مني و لتسألني، ولسوف أعطيك ما تقر به عينك، ويهنأ به قلبك، أفعل ما في وسعك فحسب، و استعن بي واسألني الصراط المستقيم، واترك كل النتائج بعدها علي، وكم سيفاجئك حينها حجم ما أمنحك من عطاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى