كتاب وشعراء

محطة…..بقلم فاروق سلوم

في الليل تمطر كالبكاء
مااكثر المطر الذي في الليل ِ ياربي
ووحدي في المحطة
مستجيرٌ من دموع الرب في ليل البقاء
وحدي المحطّة ُ في يدي حجرٌ
وخط ٌ من حديد ..
يمضي لتغدو اللانهاية كل معنى
في مجاهيل البعيد
في كتاب المياه تطل الموجة،
مجرد عدوى تنقلها الرياح
في الريح تهرول قمصان..ومناديل وألوان
في تراب الموجة كِسَرُ الأصداف واللُقى
وهي تلقي ظلالها ، وتلقي رمادهاوتلقي المياه
تلمح شواطىء الروح عاصفة الضياع
تلمح النهار في مناديله يلوّح لعذرية الهواء
لشعره النظيف في مشط الأشجار البعيدة.
وجهه يطل على الأسماء..على قائمة المفاتيح،
على ارقام الغرف والملاذات والخرائط الرائجة والزوايا..
يصنع وهو وحيد ملاذا لفكرة القصيدة
لموجة النساء الصامتات : موجة الترقب و المواعيد
وتخرج احلامه من الأقمشة المنشّاة مثل قميص الراهب..
من صلاة البحار والهجرات
تسافر الأحلام في تأجيل خضرتها
تسكن الموجة في الثياب في دفتر الكلام
في دفتر القصائد ..دفتر الكوابيس والنص المستحيل
…تهرول الموجة في اسفارها
وتسافر ..ألأيام.
*
في صمت الفجر الكابي
يتسلل لي وطن من اخبار وبكاء
وخطى تشتق طريقا مثل فرات
ونهايات من حشد الأسماء
تمضي الأسماءُ على حافة ِ زمنين
ويمر الوقتُ كبحر الذكرى في ليل ِ وحنين
ويمر الفلاحون على ذاكرة الحقل
تمر شغيلة فجر ” الطيران”
على مسطر خبز الأطفال وحلم الأنسان
ياجدل الروح وقد اربك لي زمني
وانا في نافذة البرد اطل على وطني
*
وحدها الريح تعصف ، مشغولة وهي تمسح لونَ الورقْ
وحدها الريح ُوالماء يصفن في زرقة الصمت عبر الشفق
والمكان يكرر ذات السؤال عن الحب بعد الأرقْ
وهي ترسم لون الخريف
وترسم اصواتنا اذ نغني حيث هوانا انبثق
لنطلق بقيا النصوص وبقيا الرسائل بقيا الألق
تحاول ان تستعيد السنين ، المكان، الأماسي
وان تستعيد الزمان وما قد سَرق
وترسمُ ضحكةَ اعمارنا وسمتَ اغتراباتنا
وما قد تجلّى اغتراب الزمان وما قد خلق ْ
*
لاتقل بغداد ماعادت كما بغداد
لاتقل قد غير التدجين احوال العباد
قد مر من قبلُ على تربتها التتارُ والجلاد
فيالقُ الحديد قد فزّت
وبعدها تعود روحُها اجملُ من كل بلاد
*
كلما جاء فصلٌ جديدٌ تأمّلت وجه بلادي ..
وقلتُ سنبلغ يوما مسرّتنا في التمني
ونرسم شمسا تُضيء وارضا تشعُّ وبيتا يغني
وذلك حلمي … وذاك اعتقادي
*
الآن يبدو كل شيء
ضيّقٌ وقليلْ ..
لايكفي لصرخة.
*
الحب هو الرب الكوني المطلق
وكل هواء هو رسالة ربوبية.
*
الذي يغزو رأسي ليس الشيب
بل نملُ الأسئلة التي دون اجوبة
منتظرا يدك التي تطل من الغيب
لتمنحني لمسة السلام
*
مازلتُ صغيرا في السبعينْ
قلبي يرتكب الأخطاء
وروحي تمضي في افضية الرب
تهوّمُ في وحشتها من دون جناحينْ
*
السكينة لحظة بلوغ المعنى المشتبك
لوجودنا
*
لمحة النافذة
وفي الصباح تبدو جارة الخريف
تحترف انتظارها
ومثل قلبي ..
نلتم في ثياب حزننا الشفيف
*
تسّاقط في سرد روايتنا الأوراقْ
يتغير شكل الغابة .. تشحبُ روح الوردِ
ويعبرٌ كل هزيعٍ في سيرتنا فصلا فصلا
لكن يبقى النبضُ يفورُ ..وتبقى الأشواقْ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى