كتاب وشعراء

في النهار……بقلم نعمان رزوق

في النهار
حين تضجّ الشوارع بأصواتٍ لا تخصني ..
أشعر أنني نافذة مفتوحة على غابةٍ لا أعرفها ،
يمرّ طيرٌ غريب في عيني
و تجلس في أذني موسيقى لا يسمعها سواي ..
كأنني بيتٌ يتنفّس بأرواحٍ لا تسكنه .
أحياناً
أرى امرأة تخرج من ظلّي ..
تسير بخطواتي نفسها
لكنها لا تلتفت إليّ
و أحياناً
أرى وجوهاً مبعثرة كمناديل العواصف ..
تلوّح لي كما لو أنني كنتُ غائباً عن موتٍ قديم ،
أمدّ يدي لأجمع الجهات بحفنة واحدة
فلا أقبض إلا على سراب يشبهني ،
و أبتسم للغيم العالق بثوب أيلول ..
لأنه الوحيد
الذي يحفظ أسراري معلّقةً في الغياب
على شكل حبات مطر ،
ثم
مع انكسار المساء
أعود إلى صدري كما لو أنني ضيفٌ على حياتي ..
أخلع ضحكتي
و أضعها بجانب سريري
كي لا يراها أحد
ساعةَ يمرّ الليل
ليعيد كل شيء إلى مكانه ..
و يأخذ الهواء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى