أَنَا المِصْرِيّ …..بقلم حمدي الطحان

عَلِمْتُ بِأَنَّ بَعْدَ اللَّيْلِ حَتْمًا
سَيَأْتِي بِالسَّنَا اللَّأْلَاءِ فَجْرُ
و أَنَّ إِرَادَةَ الأَحْرَارِ أَقْوَىٰ
مِنَ الفُولَاذِ مَهْمَا اشْتَدَّ شَرُّ
و أَنَّ اليُسْرَ يَسْطَعُ بَعْدَ عُسْرٍ
و أَنَّ هَزِيمَتِي -إِنْ شِئْتُ – نَصْرُ
أَمِصْرُ ، فِدَاكِ رُوحِي إِنْ تُضَامِي
و كَيْفَ يَعَزُّ عَنْ عَيْنَيْكِ عُمْرُ؟!
أَنَا المِصْرِيُّ قَدْ عَبَرتْ جُذُورِي
حُدُودَ النِّيلِ ، لَيْسَ لَهَا مَقَرُّ
أَنَا المِصْرِيُّ قَدْ طَالَتْ فُرُوعِي
و آتَتْ حُلْوَهَا ، والكَوْنُ مُرُّ
تَهَادَتْ فِي الفَيَافِي أُغْنِيَاتِي
فَكَانَ الحُبُّ ، و الفَجْرُ الأَغَرُّ
وكَمْ ذَا ذُدْتُ عَنْ أَرْضٍ وعِرْضٍ
و يُنْبِئُكُمْ بِذَا : بَحْرٌ و بَرُّ
إِذَا الأَوْغَادُ رَامُونِي أُبِيدُوا
عَلَىٰ الأَبْوَابِ ، أَوْ عَقِلُوا فَفَرُّوُا
عَشِقْتُ المَجْدَ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ
وفِي الأَهْرَامِ مِنْ مَعْنَايَ سِرُّ
وفِي حِطِّينَ إِذْ كَانَ التَّحَدِّي
و فِي سَيْنَاءَ إِذْ عَبَرُوا و مَرُّوا
حَفَرْنَا فِي ذُرَاهَا سَطْرَ خُلْدٍ
سَيَعْزِفُ لَحْنَهُ عَصْرٌ فَعَصْرُ
أَكَانَتْ أَنْجُمٌ فِي الأَرْضِ تهْوِي؟!
أَمِ الأَرْضُ اسْتُخِفَّتْ ، لَا تَقَرُّ؟!!
فَلَا يَدْرِي الأَعَادِي هَلْ أُقِيمَتْ
قِيَامَتُهُمْ ، أَمِ انْخَدَعُوا و غُرُّوا؟!
لَقَدْ شَهِدُوا جَحِيمًا مِنْ أُسُودٍ
إِذَا وَعَدُوا ، بِوَعْدِهِمُ أَبَرُّوا
رَعَاهُمْ رَبُّهُمْ ، و رَنَا إِلَيْهِمْ
بِعَيْنٍ كُلُّهَا حُبٌّ و بِرُّ
وقَالَ المُصْطَفَىٰ : هُمْ خَيْرُ جُنْدٍ
و قَالَ الدَّهْرُ : أَحْرَارٌ و غُرُّ
فَأَكْرِمْ بِالَّذِينَ سَمَوْا و عَزُّوا
فَنَبْضُهُمُ الهُدَىٰ ، والقَلْبُ مِصْرُ