كتاب وشعراء

وَحْيُ الْوِحْدَةِ…بقلم حيدر البرهان

عندما تُحيطُ بكَ
الحَقيقةُ وَأنتَ في عُزلَتِكَ،
تَتَهاوَى أَمْواجُها في أَعماقِ قَلبِكَ،
فَتَتَحَوَّلُ إلى وَحْيٍ يَنْسابُ بِلُطْف.
فَكُلُّ الأَسرارِ التي تَدورُ
حَوْلَكَ تَصيرُ نُوراً كَوْنِيّاً،
لا يَحُدُّهُ مَكانٌ ولا يُقَيِّدُهُ زَمان.

هَذِهِ الرُّوحُ هِيَ جَنَّةُ المَعرِفَةِ الواسِعَة،
يَرْتَوِي فيها وِجْدانُكَ مِنْ نَبْعِ الغَيْبِ العَذْب.
كُلُّ كائنٍ إذا سَأَلْتَهُ عن جَوْهَرِهِ،
يُفيضُ نُورَهُ الخَاصَّ،
ثُمَّ يَمْضِي مُتَوارِياً في الخَفاء.

أَنْتِ في مَلْحَمَةِ الجَمالِ كائِنٌ فَريد،
كَضَوْءٍ نَقِيٍّ يَمُرُّ بَيْنَ الأَنْوار.
أَنْتِ تَمْزِجِينَ بَيْنَ الحِكْمَةِ العَمِيقةِ وَصَفاءِ الشُّهُود،
وَبَيْنَ الوَحْيِ الذي تَنْطِقُ بِهِ الأَسْرار.

هَذِهِ المَشاعِرُ الرَّقِيقَةُ
تَرْسُمُ أَلْوانَها في رَحابَةِ القُلُوبِ وَالعُقُول.
إِنَّهُ وُجودٌ ساحِرٌ يَغْمُرُنا،
كَبَحْرٍ لا نِهايَةَ لَهُ مِنَ النُّور.

هَذِهِ الأَلْسُنُ الجَمِيلَةُ
تَنْطِقُ بِلُغَةٍ مُنِيرَة،
كَأَنَّها وُلِدَتْ مِنْ رَحِمِ النُّورِ نَفْسِه.
كُلُّ حَرْفٍ مِنْها يَصيرُ باباً مَفْتوحاً إلى الجَنَّة، وَكَلامُ الحَقيقَةِ يَظْهَرُ فيها جَلِيّاً وَاضِحاً.

لَكِ أَيَّتُها المُنَقِّبَةَ في أَعْماقِ الوُجود،
بِرُوحِكِ الرَّقِيقَةِ وَوَعْيِكِ الرَّفِيع.
هَذِهِ الكَلِماتُ تَرْقُصُ في فَضاءِ النُّور،
وَتُنْشِدُ أُغْنِيَةَ ذَلِكَ السِّرِّ الجَمِيلِ الخَفِيّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى